غولدتسيهر ، أمّا اللاهيجي فإنه يذكر السورتين دونما تعرض لمصدر كلامه ومستنده [1] وسيأتي البحث في اللاهيجي وكتابه أكثر ، ( وإذا ما لاحظنا النص الذي يذكره اللاهيجي ، وقارناه بالنص المذكور في كتاب " دبستان مذاهب " ، نجد أن الاختلاف بسيط جداً ، لا يعدو كونه اختلافاً في النسخ ليس إلاّ ) ، أمّا البقية ، فالمصدر الوحيد الذي اعتمدوا عليه في نقلهم هذا ، إنما هو كتاب " دبستان مذاهب " ، وحتى المحدث النوري ، ينقل سورة النورين عن نفس هذا الكتاب أيضاً ، ثم يكتب المحدث النوري :
" إن الظاهر من كلام دبستان مذاهب هو أنه أخذ هذه السورة من كتب الشيعة ، لكنني لم أجد لهذه السورة عيناً ولا أثراً في كتبهم ، ولم أعثر على خبر عنها فيها ، عدا بناء على ما ينقل عن محمد بن شهرآشوب المازندراني في كتاب المثالب ، من أن المخالفين طرحوا من القرآن سورة الولاية ، ولعل مراده هذه السورة " [2] .
ومع الأسف ، فإن المحدث النوري لم يدقق جيداً في نقل دبستان مذاهب ، ، وكذا في كلام من نسب ذلك إلى ابن شهرآشوب ، بل قام - وعوضاً عن ذلك - بالاعتماد على هذا النقل دون تحقيق ، كما سترى ذلك سريعاً ، إن شاء الله تعالى .
ومن وجهة نظرنا ، فإن تاريخ ظهور سورة النورين ليس سوى كتاب " دبستان مذاهب " الذي يعود إلى القرن الحادي عشر الهجري ، وتذكرة الأئمة الذي جاء بعد حوالي القرن منه استقى منه هذه الفكرة ، أمّا النسخة المجهولة التي عثر عليها في بلاد الهند في القرن السابع عشر الميلادي ، وادعى كلير تسدال بأن هذه السورة موجودة فيها ، فثمّة احتمال قوي - عندما نلاحظ تاريخ كتابة هذه النسخة - في أن