التّحريف [1] ما عدا صفحة واحدة [2] أشار إليها وهي قسم من رواية طويلة عن أبي الحسن علي بن موسى عليهما السلام والتي استدل فيها الإمام الرِّضا عليه السلام على مسألة الإمامة بعدّة آيات ; وهي لا ربط لها بمسألة التّحريف ، فماذا أراد الدكتور القفاري في بحثه حيث خلط الصحيح بالسقيم والحابل بالنابل وقال :
" ومن بعد هؤلاء نرى شيخهم المفيد ( ت 413 ) سجل في كتابه " أوائل المقالات " اجماع طائفته على هذا المنكر ونقل بعض أخباره عن بعض كتبه كالارشاد وهو من كتبهم المعتمدة " [3] .
أوردنا مسبقاً تلك العبارة عن الدكتور القفاري في بحث آراء الشيخ المفيد ، ولاحظنا أنّ الدكتور القفاري قام بتقطيعها وهي خيانة واضحة لا تخفى على من له حظ من العلم ، ومن ثمّ نسب الاتهام العظيم إلى الشيخ المفيد ، وقد صرح الشيخ المفيد بأنّ القرآن الموجود بين أيدينا من جهة " ترتيب الآيات " من حيث التقديم والتأخير والناسخ والمنسوخ والمكّي والمدني ، خلاف ما نزل ، وفي رأي الشيخ المفيد أن الإمامية اتفقوا على ذلك ، ولكنّ الدكتور القفاري زوراً وبهتاناً أبدل " تأليف الآيات " ب " تحريف الآيات " ثم قال : " سجّل الشيخ المفيد اجماع طائفته على هذا المنكر " فقد مرّ ذلك منه كثيراً ; إذ وعدنا بالأمانة فخان وعده بل حرّف .
وأمّا رواية كتاب الارشاد التي أشار إليها الدكتور القفاري أوردناها في المقام الأوّل تفصيلاً تحت عنوان " روايات الفساطيط " فإنّها كما لاحظتم لا تمت إلى التّحريف بصلة لا من قريب ولا من بعيد بل تؤيّد الرّواية نفسها ، القرآنَ الموجود .