وعلى كلّ حال فان الدكتور القفاري تابع البحث لكي يصل إلى مقصوده الواقعي وهو استخدام أبشع الألفاظ وأهجنها وأقذرها واتهام الإمامية بأبشع الاتهامات قائلاً :
" وهذا الزخم ! من المصنفات وغيرها لتأييد هذا الكفر واثباته لا يشك مسلم انه كيد زنديق حاقد على كتاب الله ودينه واتباعه . . . فادعوا - أي علماء الإمامية - أنّ في كتاب الله نقصاً وتغييراً . . . ولكنَّهم فيما يبدو لم يحسبوا لهذه الدعوى حسابها فارتدت عليهم بأسوأ العواقب فقد فضحتهم أمام الملأ وكشفت عن وجوههم وأبانت عن عداوتهم ونفاقهم وقطعت صلتهم بالإسلام والقرآن وأهل البيت " [1] .
وبعد هذا تطرّق إلى كتاب " الاحتجاج " للطبرسي واعترف أيضاً بأنّ رواياته مجردة عن كلّ إسناد ، وهذا الاعتراف يعنى عدم اعتبار الكتاب في مقام الاحتجاج بلا شك ولا سيما في المسألة الخطيرة التي تمس قداسة القرآن الكريم .
وإن ذكر صاحب الاحتجاج أنّ الرّوايات التي أوردها في كتابه مما اشتهر بين الإمامية ، وقوله هذا على الرأس والعين ، ولكنّه لا يمكن الركون إليه في مجال التحقيق اعتماداً على هذا القول كما لا يخفى .
ثم قال الدكتور القفاري :
" في ظلّ الحكم الصفوي الذي شهد إثارة لهذه الاُسطورة واختراع روايات لها وترويجها أشد مما كان في القرن الثالث . . . حتى يلاحظ ان هذه الاُسطورة التي بدأت بروايتين في كتاب سليم بن قيس أصبحت كما يعترف شيخهم نعمة الله الجزائري أكثر من ألفي رواية ، حيث إن شيوخ الدولة الصفوية كالمجلسي في بحاره والكاشاني في تفسير