أميناً في نقله ومتثبتاً فيما يرويه - والكتاب الذي أُلّف لبيان الاعتقادات و " دراية الحديث " ( كرسالة الاعتقاد للشيخ الصدوق رحمه الله ) الذي يهتم بتحصيل العقائد ويعطي رأيه في فقه الرّوايات مع الدرّاسة والتّأني وحل المتعارضات والأجوبة للمناقشات وغير ذلك فلا يجد الدكتور القفاري فرقاً بين هذين النوعين من الكتب ؟
وإذا كان في كتب الشيعة تباين وتناقض بين كتب الحديث وكتب دراية الحديث ، فهذا الاختلاف والتناقض أيضاً موجود في كتب أهل السنة .
فعلى سبيل المثال انظر إلى التباين والاختلاف بين ما روى مالك في الموطأ [1] ومسلم [2] في صحيحه وغيرهما من قول عائشة : " كانت فيما اُنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن . . . " وهذا صريح بحصول النقص في القرآن لأنّها قالت : كانت فيما اُنزل من القرآن ، وقد اجتهد لحلّ تلك المعضلة بعض العلماء كالحافظ العاصمي ( المولود سنة 378 ) وابن قتيبة وغيرهما ، قال العاصمي :
" إنّه - أي عشر رضعات معلومات - من جنس ما كان ينزل عليه على جهة التبليغ والرسالة لا على جهة أنّه قرآن يتلى أو يكتب ومن نحو هذا ما روي عن النبىّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال حكاية عن ربِّه عزّ وجلّ أنّه قال : كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به . وقوله صلّى الله عليه وسلّم : أنا عند ظن عبدي بي فليظنّ بي ما شاء وما نحوها أخبار كثير " [3] .