التهافت بين حكم الشيخ الصدوق وروايات الكافي :
هل يوجد تهافت بين رأي ابن بابويه ( الشيخ الصدوق ت 386 ) وروايات كتاب " الكافي " ؟
إنّ القفاري في كلّ موضع يحاول وبألفاظ رنّانة طنّانة أن يثبت وجود تعارض بين رأي الصدوق وأحاديث الكافي واستنتج من هذا التباين المزعوم نتائج غريبة سيأتي بعضها ، قال الدكتور القفاري :
" فقد روى الكليني في الكافي : " إنّ القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، سبعة عشر ألف آية " . . . وهذا يقتضي سقوط ما يقارب ثلثي القرآن فما أعظم هذا الافتراء !
وقال ابن بابويه : " . . . إنّه قد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آية وذلك مثل قول جبرائيل . . . عش ما شئت فإنّك ميت . . . " فانظر إلى هذا الاختلاف والتباين بين نصّ الكليني ونصّ ابن بابويه . . . ان ابن بابويه يقول : ان النقص في غير القرآن والكليني يصرح بأن النقص في القرآن " [1] .
أنا في الواقع لا أدري لماذا يتجاهل الدكتور القفاري نفسه ، وما هو غرضه في الحقيقة ؟ فقد قطّع فيما مضى كلام الشيخ المفيد وحرّفه ليحصل له ما يريد ، ثمّ بدأ يقارن ويوازن بين قولي الصدوق والكافي ، وظلّ يعزف على هذا الوتر ولا أدري ماذا سيحصل له بعد ذلك ، هل أنّ الدكتور القفاري حقاً لا يفرق بين الكتاب الحديثي الذي غرض مؤلفه وصاحبه جمع الأحاديث من المصادر المعتبرة ( كالكافي ) وهو يهتمّ بأن يودع في كتابه من الأحاديث ما هو معتبر السند ، ويكون