واللفظ ، و " التنزيل " أيضاً بمعنى مطلق ما نزل من الوحي من آيات القرآن أو تفسيره وبيانه [1] - ومع تلك الحال فلو فتشنا الكافي من أوله إلى آخره ، لما وجدنا باباً تحت عنوان " تحريف القرآن " أو شيئاً من هذا القبيل ، والذين أرادوا الايقاع بالكليني رحمه الله واتهامه بفرية التّحريف لم يجدوا إلاّ عنواناً واحداً ليتشبثوا به في دعواهم وهو باب " لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمة عليهم السلام وإنّهم يعلمون علمه كلَّه " [2] ولكن هذا العنوان لا يدلُّ على التّحريف بالمعنى المتنازع فيه وشاهد ذلك وجود ( 6 ) روايات في ذيل ذلك العنوان .
ورد في هذه الرّوايات أنّ جميع القرآن ظاهره وباطنه عند الأئمة الطاهرين عليهم السلام ، فالروايتان الأوليان مجملتان والأربعة الباقيات في مقام شرح وتفصيل الأوليين [3] ، وقد يعطي نفس عنوان الباب ، الاجمال والتفصيل [4] ، وفي المجموع فإنّ هذه الأحاديث تثبت أنّ القرآن الكريم من جهة تنزيله وتأويله وعلوم ظاهره وباطنه عند الأئمة الطاهرين [5] ، ولا غرو في ذلك فإنّهم أحد الثقلين اللّذين أوصى بهما النبىّ صلّى الله عليه وآله ، وهما إمامان لا يختلفان وأخوان لا يتخاذلان ومجتمعان لا يفترقان .