وما رواه العامة من أنّ علّياً عليه السلام كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ . ومعلوم ان الحكم بالنسخ لا يكون إلاّ من قبيل التفسير والبيان ولا يكون جزءاً من القرآن . . . " [1] .
وهذا يدلّنا على ان مراد المحدث الكاشاني من لفظة التّحريف والنقصان في عبارته المتقدمة غير المعنى المتنازع فيه .
ومن هذا المنطلق ، فإنّ أحداً من كبار علماء الشيعة كالشيخ الصدوق رحمه الله والشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي رحمة الله عليهم أجمعين وقد كان لديهم كتاب الكافي [2] ووقع نظرهم على عناوين أبوابه لكنهم لم يستنتجوا من هذه الرّوايات والأبواب تحريف القرآن في رأي الكليني ، بل إنّك تراهم أوّلوا ما ورد في التّحريف بأنه إمّا " حديث قدسي " أو " تأويل الآيات " أو " القراءة الواردة " كما ذكرنا نصوص عباراتهم فيما تقدم .
ب - استظهار معنى التّحريف من عناوين أبواب الكافي :
لو أننا تمكنّا من استظهار عناوين أبواب الكافي لأمكن القول بأنّ المرحوم الكليني معدود في القائلين بالتحريف [3] ولكن قبل البحث في عناوين الكافي يتحتم علينا الجلوس مع القدامى من العلماء لنسألهم عن معنى التّحريف والتنزيل و . . . ما هو ؟ فإنهم سيقولون لنا : إنّ " التّحريف " يقصد به الأعم من التغيير في المعنى