بداية الافتراء كما يؤخذ من كتب الشيعة الدكتور القفاري قبل ولوج هذا البحث - وكما فعل من قبل - ادّعى التزام كمال الصدق والأمانة العلمية في نقل الأقوال ، وفي موقف الناصح المشفق والفقيه الناسك ليوحي إلى الآخرين صدق أقواله ، وقال :
" سنبدأ بدراسة هذه القضية من بدايتها ، والتحري في صدق الأقوال من تقيتها بتحليل الأقوال . . . وأسأل الله سبحانه أن يعصمنا من اتهام الآخرين بما ليس فيهم . . . وسنتناول هذه القضية الخطيرة التي يترتب على رمي الشيعة بها انفصالها عن المسلمين لمفارقتها للأصل الذي يتفقون عليه . . . " [1] .
ثمّ قال :
" أول كتاب تسجل فيه هذه الفرية - أي فرية التّحريف - هو " كتاب سليم بن قيس " الذي رواه عنه أبان بن أبي عيّاش ، لم يرو عنه غيره وهو " أول كتاب ظهر للشيعة " كما يقول ابن النديم وغيره .
وقد أكثر الشيعة من مدحه وتوثيقه والثناء على كتابه رغم إنني لم أجد لمؤلفه ذكراً فيما رجعت إليه من مصادر . . . بل ان من متقدمي الشيعة من قال : " إنّ سليماً لا يعرف ولا ذكر في خبر " وإن كان هذا ليس بمرضي عند متأخري الشيعة . ورغم أنّ الكتاب يحمل أخطر آراء السبئية وهو تأليه علي [ عليه السلام ] ووصفه بأوصاف لا يوصف بها إلاّ ربّ العالمين . . . وسليم الذي يزعمون أنّه مؤلف الكتاب مجهول . وقد لا يكون له وجود إلاّ في خيالات الشيعة . . . وجاء في الكتاب " إنّ الأئمة ثلاثة عشر " وهذه طامة كبرى تهدد