الرّوايات للشيعة والتي ذكر فيها قراءة للآية مروية عن السلف واعتبرها بجهل من قبيل التّحريف ، والسبب في ذلك هو اعتمادهم بدون تدبّر على كتاب فصل الخطاب " [1] .
أقول : وهذا أدلّ دليل على سوء فهم وجهل - على حد تعبير الدكتور القفاري - محمد مال الله وإلهي ظهير وأمثالهما وسيأتي البحث حول آراءهما .
ويبقى هذا السؤال وهو : هل المحدث النوري ، صاحب كتاب " فصل الخطاب " اعتقد بأنّ جميع علماء الشيعة إلى عصره يقولون بالتحريف وانكارهم لذلك من قبيل التقية ؟ كما نسب إليه الدكتور القفاري تبعاً لمحب الدين الخطيب واحسان الهي ظهير وهل النوري عزا إلى الشيوخ السابقين بعدم توفر المصادر عندهم وسيأتي إن شاء الله نصّ كلام المحدث النوري وحينئذ يتبين لك مدى أمانتهم وصدقهم في دعاويهم .
نستنتج من مجموعة البحوث المتقدمة في هذا القسم إنّ هذه المجموعة من الباحثين لو سلكوا العدالة والانصاف لوصلوا إلى نفس ما توصل إليه " محمّد المديني " عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر ، والجدير بالذكر ان الدكتور القفاري لم ينقل عن المديني حرفاً واحداً ، وإليك خلاصة كلامه :
" وأمّا الإمامية فيعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله وإنّما هي روايات رويت في كتبهم كما روي مثلها في كتبنا وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها وبيّنوا بطلانها . . . ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب الاتقان للسيوطي ليرى فيه أمثال هذه الرّوايات التي نضرب عنها