حمل تلك الرّوايات على نسخ التلاوة وقد تفطّن لهذا الأمر عدد كبير من علماء أهل السنّة أيضاً قديماً وحديثاً واعترفوا به . وإضافة إلى ذلك فقول الآلوسي : " وكان يقرأه من لم يبلغه النسخ " قد فضح أمره أكثر ; لأنّ هذه الصورة توجب أن نقول : إن عائشة التي قالوا في حقها : " أفقه الناس وأعلم الناس . . . " وأيضاً قالوا : " لو جمع علم عائشة . . . إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " [1] و " كانت سألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله " [2] أو مثل " عمر بن الخطاب الخليفة " الذي نقل في حقّه " لو وضع علم احياء العرب في كفة ميزان ووضع علم عمر في كفّة لرجح علم عمر ولقد كانوا يرون أنّه ذهب بتسعة أعشار العلم . . . " [3] و . . . ومثل ولده " عبد الله بن عمر " الذي قالوا في حقّه : " يُعَدُّ من فقهاء الأحداث " [4] و " أفضل مئة ضِعف من سعيد بن المسيّب الذي يُعدّ أفضل أهل المدينة في عصره " [5] أو مثل " أُبي بن كعب " الذي قال في حقّه النبىّ الأكرم صلّى الله عليه وآله : " أقرأهم أُبي بن كعب " أو قال : " أقرأ اُمتي اُبي " [6] كل هؤلاء الأفراد يعتبرون غير مطّلعين على آيات القرآن ولا يعرفون أيّاً من آيات القرآن متواتر وأيّاً منها آحاد ، ولا يعرفون المنسوخ من الآيات ولذلك يقرأون الآيات المنسوخة ، والأعجب من ذلك كلّه أنّ كل واحد منهم بقي إلى آخر عمره غير مطّلع على هذا الموضوع ; ذلك لأنّه لم يقل أحد منهم أبداً : إن هذه الآيات منسوخة ، والأدهى من