ذلك كله أنه يعمل بمضمون الآية ، فدونك موطأ مالك [1] وصحيح مسلم [2] اللّذين أوردا آية الرضاع المزعومة وقالا : " فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أمّ كلثوم بنت أبي بكر الصديق وبنات أختها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال " . فهل يلتزم الآلوسي بهذه النتائج الغريبة العجيبة ؟ وعلى كل حال فإنّ للآلوسي ادعاءات اُخر غير ما ذكرنا ، وتعقبها نتائج أغرب من تلك [3] ، وسنأتي على بعضها عند البحث حول مصحف الإمام علي عليه السلام .
د - الادعاء الخامس : ذكر الآلوسي أنّ هذه الرّوايات كثيرة ، بل إنّها أكثر من أن تحصى ، ولكنّها جميعاً تحمل على نسخ التلاوة ونحن نقول : إنّ الشطر الأوّل من ادعائه صحيح - كما لاحظت في المقام الأوّل - فإنّ أيّ شخص يسبر كتب الحديث والتفسير والتأريخ وغيرها من كتب أهل السنة يرى كثيراً من تلك الرّوايات وبصور مختلفة ، ولكن الشطر الثاني باطل لأنّ " نسخ التلاوة " سراب ليس إلاّ . وعلى هذا فإذا لم نجد جواباً شافياً عن تلك الرّوايات ، فإنّها ستكون ساقطة لا محالة