- ومن حذا حذوه - ألم تعترف سلفاً بوجود أخبار كثيرة في التّحريف وقلت بأنّها من وضع الملاحدة عندما ضاق عليك الدليل ؟ فلماذا تنقض هنا ما قلته سابقاً وتتهم السيد المرتضى بالكذب ؟ !
وكذلك نسب الآلوسي وغيره [1] سورة الولاية إلى كتاب المثالب لابن شهرآشوب وهو كذب محض ، وستعرف عمّا قريب بأنّ الشيعة لم يذكروا هذه السورة أبداً لا في هذا الكتاب ولا في غيره ، وإنّما مصدرها فقط وفقط كتاب " دبستان مذاهب " فمؤلف هذا الكتاب - وهو من القرن الحادي عشر - ذكر هذه السورة والحال أنّ المؤلف من الزردشتيين ( أي يعبدون النار ) ولا يعلم من أين أخذ تلك الرّواية ، حيث إنّه لم يشر إلى أىّ مصدر في كتابه ، ولذلك فهو محكوم بالافتراء والكذب عندنا أيّاً كان مذهبه ، فيكون الكتاب المذكور المصدر الوحيد لكل من نقل ذلك من الشيعة وغيرهم .
ج - لا بدّ أن الآلوسي في ادّعائه الثالث من قوله " فهو كذب أو سوء فهم " يريد أنّ الطبرسي تبعاً للسيد المرتضى في قوله : " إنّ قوماً من حشوية العامة نقلوا أخباراً ضعيفةً ظنّوا صحّتها " يقصد أنّ الناقل لهذه الأخبار ليس الحشوية فقط وإنّما أهل السنَّة عامة ، وانّ هذه الأخبار ليست ضعيفة بل قويّة - واعترفوا هم أنفسهم بقوتها أيضاً - ولكن في رأي الآلوسي أولاً : إنّ هذه الأخبار في مورد الآيات التي ليست متواترة . وثانياً : إنّ تلك الآيات منسوخة . وثالثاً : الأشخاص الذين كانوا يقرأونها لا يعلمون أنها منسوخة التلاوة . فالآلوسي يظنّ أن طرح نظرية " نسخ التلاوة " و " عدم التواتر " في بعض آيات القرآن يحلّ مشكلة كل تلك الرّوايات ، ولكنّه غفل عن انه كالمستجير من الرمضاء بالنار حيث لاحظت في المقام الأوّل بأنّه لا يمكن