وعند مقارنة هذه الآية بالآية التاسعة من سورة الحجر ، مع الأخذ بنظر الاعتبار المفاد والبيان نرى أنّ القرآن الكريم منيع مستحكم من الخارج عزيز مُصان ومُحصن من الداخل بسبب حراسة الله سبحانه وتعالى وصيانته له من كلّ طارئ حيث ضمن الباري تعالى ذلك .
توجد بعض المناقشات للاستدلال بالآيات المذكورة وسيأتي ذكرها وأجوبتها في مبحث " فصل الخطاب ونقاط مهمّة " .
نعم هناك شبهة أخرى تذهب إلى احتمال أن الآيات التي نستند إليها في نفي التّحريف هي آيات محرفة وهي ليست من القرآن ، وهذه الشبهة لا أساس لها باعتبار أن احتمال التّحريف لا يسقط النصّ عن الاعتبار ، وصرف احتمال التّحريف يقتضي ضرورة التحقيق في التّحريف أو عدمه عن ذلك النص ، وإذا لم نعثر على دليل على التّحريف فهذا يعني أنّ اعتبار النص يبقى ثابتاً ولا يوجد أي خلل في الاستدلال به .
وعندما نقيس تلك الآيات التي يستدل بها على نفي التحريف مع سائر آيات القرآن لا نجد أىّ فرق بينهما في الأوصاف الإعجازية الّتي تتعلّق بجميع آيات القرآن .
هذا مضافاً إلى عدم عدّ أحد من مُدّعي التحريف لهذه الآيات ضمن الآيات المحرّفة في نظرهم وممّا يدعم قولنا الرّوايات التي وردت في شأن نزول الآية [1] .
هذا ، فإنّ علماء الإمامية وبالأخصّ المفسرين للقرآن ، يهتمون بهاتين الآيتين اهتماماً خاصاً - وأحياناً بآيات أُخرى - من أجل إثبات نفي التّحريف ومن بين