يعتبرون تلك الرّوايات - إذا لم يوجد لها محمل صحيح - باطلة ، ويعتقدون بأنّ القرآن الموجود الآن بين الدفتين هو هو القرآن الذي أُنزل على نبينا الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا زيادة ولا نقيصة ، ولو طفنا كلّ أرجاء المعمورة لوجدنا هذا القرآن هو هو بلا زيادة ولا نقص ، ولو بحثنا عن مصحف كلّ مسلم أيّاً كان مذهبُه وفرقته التي ينتمي إليها لوجدنا أنّ مصحفه هو المصحف الموجود لدى سائر المسلمين ، ولوجدنا أنّ هذا القرآن هو العامل المشترك الذي يجمع بين المسلمين ، ولا يوجد أحد منهم - ممّن يُعتدّ بقوله - ينظر بريبة إلى سلامة القرآن الكريم من التّحريف .
ولنعم ما قاله في هذا الموضوع محمّد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية إذ كتب يقول :
" وأمّا الإمامية فمعاذ الله أن يعتقدوا نقص القرآن ، وإنّما هي روايات رُويت في كتبهم كما رُوي مثلها في كتبنا وأهل التحقيق من الفريقين قد زيّفوها وبيّنوا بطلانها وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك كما أنه ليس في السنّة من يعتقده .
ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب الإتقان للسيوطي ليرى فيه أمثال هذه الرّوايات التي نضرب عنها صفحاً .
وقد ألّف أحد المصريين في سنة 1948 م كتاباً اسمه " الفرقان " ملأه بكثير من أمثال هذه الرّوايات السقيمة المدخولة المرفوضة ، ناقلاً إيّاها عن الكتب والمصادر عند أهل السنة ، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بيّن بالدليل والبحث العلمي أوجه البطلان والفساد فيه فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب ، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضاً ، فحكم