منه وعرضت مكانها سائر الكلام العربي لما حلّ محلّها ، ولو استعوضت عن حرف من حروفه بسائر الحروف لما تيسَّر وذلك لأنّه بلغ غاية الجمال المطلق وغاية البلاغة العالية " [1] .
مضافاً إلى ذلك أنّ هذه القصة الخيالية من مصاحف السجستاني ، برواية عبّاد بن صهيب عن عوف ، وعبّاد هذا متروك الحديث لدى أئمة الفن مغموز فيه ، ضعيف الحديث وكانت القدرية تنتحله . . . [2] .
وفي عصر الحجّاج وقوع هذا الأمر محال عادة لأنّ القرآن في ذلك الوقت قد انتشر في الآفاق في الكتب والصدور وشدة اهتمام المسلمين بكتاب الله أيضاً تمنع وقوع هذا الأمر في القرآن ، بل إن كان تغيير الحجّاج واقعياً فاصلاحه لخطأ كتاب الوحي أولى بالتغيير ، تغيير موارد اللحن والخطأ في القرآن على طبق أحاديث الصحابة والتابعين التي مضت في الطائفة الأولى من أحاديث أهل السنة .
ذلك غيض من فيض من الرّوايات التي نقلناها من كتب أهل السنة من الصحاح والمسانيد والتفاسير و . . . وهي - كما رأيت - تدل على وجود النقص أو الزيادة أو الخطأ في القرآن أو إلقاء الشيطان في نص الوحي وغيرها من الرّوايات ، وقد تجاوزت من حيث المقدار حدّ الإحصاء باعتراف أهل السنة أنفسهم ، والحال إنّ مؤلفي هذه الكتب يعدّون من كبار علماء أهل السنة ، ترى هل يمكن لنا القول بأن هؤلاء الأعلام - علماً بأن أكثرهم ملتزم بنقل الصحيح ، كمالك بن أنس [3] ومحمّد بن