والمراد من التّحريف المعنوي هو ، التحليل والاستنتاج الخاطئ والتفسير والتبرير لكلام معين بما يخالف المقصود الحقيقي للمتكلم ، وبالتأكيد فإن القرآن الكريم قد تعرض لمثل هذا النوع من التّحريف ، إذ نرى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة يشكو إلى الله سبحانه وتعالى من حدوث مثل هذا التّحريف فيقول عليه السلام :
" إلى الله اشكو من معشر يعيشون جُهّالاً ويموتون ضُلاّلاً ليس فيهم سلعة أبورُ من الكتاب إذا تُلي حقَّ تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حُرّف عن مواضعه " [1] .
وقد أخبر عليه السلام عن وقوع مثل هذا التّحريف في المستقبل فقال :
" وإنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان . . . وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب اِذا تلي حق تلاوته ولا أنفق منه اِذا حُرّف عن مواضعه " [2] .
والقرآن الكريم كذلك يذكر بأنّ هناك نوعاً من هذا التّحريف تعرضت له الكُتب السماوية السابقة ، فيقول : ( يُحرفون الكلم عن مواضعه ) [3] .
و ( يحرفونه من بعد ما عقلوه ) [4] . وآيات اُخرى نظير الآية الحادية والأربعين من سورة المائدة .
اما التّحريف اللفظي وموضع الخلاف ليس في ترتيب الآيات والسور حسب نزولهما أو بإشارة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في المصحف الموجود فإنّ تأليف