3 - أعتقد أن دراسة ونقد ادّعاءات وأحكام من اتّهم الشيعة بتحريف القرآن رهينة بذكر تلك الرّوايات والموازنة بين أجوبة الفريقين عنها .
فمثلاً نجد الدكتور القفاري يفرّق بين مضامين تلك الرّوايات الموجودة في كتب أهل السنة ومضامينها في كتب الشيعة ، بأنّ ما في كتبهم يعدّ من قبيل " القراءة الواردة " أو " نسخ التلاوة " وكلاهما من الله عزّ وجلّ بخلاف روايات الإمامية حيث يقول :
" فلا تكاد تقرأ كتاباً من كتب هذه الطائفة ( أي الشيعة ) ويأتي الحديث عن هذه الفرية ( التّحريف ) إلاّ وتجدهم يبررون ما شاع من أساطير في كتبهم بالأخبار المنسوخة عند أهل السنة ولا شك في ان حجتهم داحضة ، ذلك ان النسخ من الله سبحانه قال تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) اما التّحريف فمن فعل البشر وشتان بين هذا وذاك . . . فكيف يجعل النسخ كالقول بالتحريف ؟ ان ذلك الاّ ضلال مبين وكيد معتمد " [1] .
ويضيف قائلاً :
" لعله من الممكن لو كان لهؤلاء إرادة خير لمذهبهم واتباعهم ان يحملوا ذلك على منسوخ التلاوة . . . ولكن شيخ الشيعة اليوم " الخوئي " مرجعها الأكبر - وهو يتظاهر بالدفاع عن القرآن - يرى ان القول بنسخ التلاوة هو قول بالتحريف وكأنّه أراد أن يوصد هذا الباب ويرد هذه القاعدة الثابتة ليثبت بطريق ملتو عقيدة في نفسه يكاد يخفيها " [2] .