أقول : أورد النوري للزعم الحادي عشر إحدى وستين رواية ، وللزعم الثاني عشر اثنتين وستين وألف رواية ، زعمها دالة على تحريف الكتاب العزيز ، إمّا دلالة عموم أو ناصة على موضع التحريف بالخصوص ، وقد جعل النوري من النوع الأول دليله الحادي عشر ، ومن النوع الثاني دليله الثاني عشر . وفي الواقع فإنّ الأحاديث المذكورة هنا هي نفس الأحاديث التي أوردها النوري في مزاعمه العشرة السابقة ليس إلاّ ، وفيها أحاديث متكررة كثيرة جداً ، قد نقلها بالإسناد تارة وبالإرسال أخرى .
وقد ناقش الأستاذ السيد مرتضى العسكري لدى نقده كتاب " الشيعة والقرآن " للأستاذ إلهي ظهير هذه الروايات كافة وبالتفصيل ، سواء على صعيد المضمون والمحتوى أم على صعيد السند ، ثم كتب عقب ذلك وتحت عنوان " نتائج البحوث " قائلا :
" استشهد الشيخ النوري والأستاذ ظهير على حد زعمهما بتلك الروايات التي بعضها مشتركة في كتب الفريقين على التحريف والنقصان في آيات كتاب الله العزيز الحكيم ، وقمنا بفضل الله تعالى بدراستها رواية بعد رواية سنداً ومتناً . . . " .
ثم قال مدّ ظله :
" فلم يصح سند رواية واحدة منها [ إلاّ رواية عن الكافي التي مضى دراستها ] [1] بل كان في إسنادها من وصفه علماء الرجال بضعيف الحديث ! فاسد المذهب ! مجفو الرواية ! يروي عن الضعفاء ! كذّاب ! متّهم في دينه ! غال !