باء : هذا . . ولا يبعد أن يكون المسلمون قد نقلوا ما كتبوه من القرآن إلى المدينة ، ولأجل ذلك نجد بعض الآيات المكية في سور مدنية ، وبالعكس [1] ، وإن كان ربما يقال : إنهم قد حفظوا تلك الآيات ، ثم دونوها من جديد في المدينة .
جيم : إننا نلاحظ : أن أول ما نزل عليه ( ص ) من القرآن ، قد جاء فيه ذكر القراءة ، والكتابة بالقلم ، بل قيل : إنه نزل مكتوباً في قطيفة [2] ، ألا وهو قوله تعالى : إقرأ باسم ربّك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . إقرأ وربّك الأكرم . الذي علم بالقلم . كما ونجد إشادة القرآن بالقلم وما يسطرون ، ثم هو قد ذكر أدوات الكتابة ، كالقلم والرق ، والقرآن والمداد . . في مواضع من كتابه الكريم .
الثالث : لا تكتموا عني سوى القرآن :
هذا . . وقد روى أهل السنة عن النبيّ ( ص ) - وإن كنا نعتقد بعدم صحة ذلك : أنه صلى الله عليه وآله وسلمّ ، قد منع من كتابة أي شئ سوى القرآن ، وأنه ( ص ) قال :
لا تكتبوا عني إلا القرآن ، ومن كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحه [3] .
ولعله - لو صح الحديث - قد قال ذلك لخصوص من كانوا يكتبون الوحي بين يديه صلّى الله عليه وآله وسلّم ؛ حرصاً منه ( ص ) ، على أن لا يختلط القرآن