ويشهد له أيضاً : ما روي عن عثمان بن أبي العاص ، حيث ذكر مورداً حصل فيه ذلك . . [1] ويؤيده رواية أخرى عن ابن عباس ، والسدي . . [2] ولكننا نعتقد : أن ذلك قد حصل في موارد قليلة ، حيث إن القرآن نزل في معظمه سوراً كاملة ، باستثناء سورة البقرة على ما يظهر ، وسيأتي بعض ما يرتبط بذلك ، حين الحديث عن المصاحف في زمنه ( ص ) . .
ويلاحظ هنا :
ألف : إنه يبدو أن كتابة القرآن قد بدأت في مكة ، ويشهد لذلك ما روي في حديث إسلام عمر بن الخطاب : أنه وجد في بيتِ أخته صحيفتين ، كتب فيهما طائفة من القرآن ، فالتمس لها قارئاً ؛ فلما قرئت عليه أسلم . . [3] كما وصرح العسقلاني وغيره بأن أول من كتب القرآن بمكة من قريش : عبد الله بن سعد بن أبي سرح [4] .
وقال ابن كثير : معلقاً على دعوى : أن أبي بن كعب أول من كتب الوحي : ( ( السور المكية لم يكن أبي بن كعب حال نزولها ، وقد كتبها الصحابة بمكة ) ) [5] .