ما يكتشفون الخطأ فيه ، ويعرف ذلك حفاظه وحاملوه ، والمهتمون بشأنه ، وما أكثرهم ! وسيأتي أنهم يقولون : إن القراء الذين حضروا صفين كانوا ثلاثين ألفاً [1] هذا عدا عمّن لم يحضرها منهم .
الثالث : إن التمسك بالقرآن ؛ لإثبات عدم تحريف القرآن ، يستلزم الدور الباطل ؛ لإمكان أن يكون التحريف قد نال نفس هذه الآية التي يستدل بها . .
والجواب : أن هناك إجماع من كل أحد ، على عدم تحريف هذه الآية بالذات ، وقد ذكروا المواضع ، التي ادّعوا حصول التغيير فيها ، وليست هذه الآية منها . .
الدليل الثاني : الدقة والتحرّي :
إن مما يدل على عدم وقوع التحريف في القرآن : أن العناية قد اشتدت ، والدواعي قد توفرت على حفظ القرآن ، وحراسته ، حتى في واوه .
ويكفي أن نذكر : أن عثمان بن عفان ، لا يجرؤ على حذف آية منسوخة ، ويعتذر لابن الزبير عن ذلك : بأنه لا يريد أن يغير شيئاً من مكانه [2] .
ولعل ذلك قد كان منه بعد أن تعرض لذلك الموقف الصعب ، والامتحان العسير ، حينما أصر على حذف الواو من آية الكنز : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ، فبشّرهم بعذاب أليم ) [3] ، فأراد أن يحذف واو الذين ؛ التي جعلناها آنفاً بين قوسين ؛ وذلك من أجل أن يظهر : ؛ أن الآية خاصة بأهل الكتاب ، ولا تشمل المسلمين . فتصدى أبي بن كعب - الصحابي