8 - وسأل رجل أبا الحسن عليه السلام ، فقال :
( ( جعلت فداك ، إنا نسمع الآيات في القرآن ، ليس هي عندنا كما نسمعها ، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم ؛ فهل نأثم ؟ ! . .
فقال : لا ، إقرؤوا كما تعلمتم ؛ فسيجيئكم من يعلمكم [1] .
فإن الظاهر هو : أنه يسأل الإمام عليه السلام عن القراءات المختلفة ، التي يسمعها ، وهي على خلاف ما هو الموجود ، ولعلها القراءة ببعض المرادفات أو التفسيرات المقحمة .
كما أنه يسأله عن بعض ما جاء عنهم عليهم السلام ، على سبيل التفسير ، أو التأويل ، بالنسبة لبعض الآيات ، على غرار ما تقدم في الرواية رقم 5 حسبما أوضحناه . .
فيرفض عليه الصلاة والسلام السماح بالقراءة على غير النهج المعروف ، ويأمره بالالتزام بالقراءة الواحدة ، المتداولة المعروفة ، دون غيرها . .
ويلاحظ هنا : أن البعض ، الذي ذهب إلى أن القراءات السبع كلها معتبرة ، قد تحير في أمره بالنسبة لهذه الرواية ، فعلق عليها بقوله :
( ( . . ولا ندري ، كيف أصبحت هذه الرواية دليلاً صريحاً على اعتبار الأئمة : القراءات المعروفة في زمانهم ، قرآناً ، وإلا لما أمروا بقراءتها في الصلاة ) ) [2] .
ولكن الحقيقة هي أن الرواية المذكورة إنما تمنع من إضافة أي شئ في القراءة ، وتصر على لزوم القراءة بما هو معروف ومتداول ولم يثبت : أن المعروف المتداول متعدد ، ليصح ما قاله . ولا أقل من أنها لا ظهور لها فيما قال . . وليس ثمة