لأنهم لم يعيشوا مع رسول الله ( ص ) ، ولا تلقوا القرآن منه مباشرة ، وقد تقدم أن عكرمة قد ادعى : أنه لو اجتمعت الإنس والجن ليرتبوا القرآن على حسب النزول لما استطاعوا [1] .
هذا كله . . عدا عن أن هذه التغييرات التي يمارسونها ؛ إنما تستند إلى بعض الأخبار التي بلغتهم ، ولا شئ يمكن أن يضمن عدم حصول الخطأ ، أو الاشتباه فيها ، حسبما فصلناه سابقاً ؛ فلا بد من التزام ما أجمعت عليه الأمة ، واجتمع عليه أمر الناس .
وقد أشار إلى هذه الشيخ المفيد رحمه الله ، حينما قال : ( ( وإنما نهونا عن قراءة ما وردت في الأخبار ، من أحرف تزيد على الثابت في المصحف ؛ لأنها لم تأت على التواتر ، وإنما جاء بها الآحاد ، وقد يغلط الواحد فيما ينقله ) ) [2] .
6 - هذا . . ويقول البعض - في مجال استدلاله على أمر لا ربط له بهذا الكلام - يقول :
( ( . . لو صح لأحد ؛ أن يغير ما شاء من القرآن بمرادفه ، أو غير مرادفه ؛ لبطلت قرآنية القرآن ، وأنه كلام الله ، ولذهب الإعجاز ، ولما تحقق قوله سبحانه وتعالى : إنا نحن نزلنا الذكر ، وإنا له لحافظون . . ) ) [3] .
7 - عن سفيان بن السمط ، قال : سألت أبا عبد الله ، عن تنزيل القرآن ؟ .
قال : اقرؤوا كما علمتم [4] .
فهم عليهم السلام يمنعون الناس عن إدخال ما نزل من التفسير والبيان ، في قراءاتهم .