قال ابن الجزري : ( ( . . وهذا يقرأ : عليهُم ، وفيهُم ، بضم الهاء ، والآخر يقرأ : عليهموا وفيهموا ، بالصلة . وهذا يقرأ : قد اْفلح ، وقل اْوحي ، وإذا خلوا إلى شياطينهم ، بالنقل ) ) [1] .
وعن كعب بن مالك ، قال : سمع عمر رجلا يقرأ هذا الحرف : ( ليسجننه عتى حين ) فقال له عمر : من أقرأك هذا ؟ ! قال : ابن مسعود . فقال عمر : ليسجننه حتى حين . .
ثم كتب إلى ابن مسعود : سلام عليك ، أما بعد ، فإن الله تعالى أنزل القرآن ؛ فجعله قرآناً عربياً مبيناً ، وأنزل بلغة هذا الحي من قريش ؛ فإذا أتاك كتابي هذا ، فأقرئ الناس بلغة قريش ؛ ولا تقرئهم بلغة هذيل [2] .
وقال ابن قتيبة : ( ( فالهذلي يقرأ : عتى حين ، يريد حتى حين ، هكذا يلفظ بها ، ويستعملها . أي يقلب الحاء عيناً في النطق . .
والأسدي يقرأ : يعلمون ، وتعلم ، وتسودّ وجوه ، وألم اعهد ، بكسر حروف المضارعة في ذلك كله .
والتميمي يهمز ، والقريشي لا يهمز ) ) .
ثم ذكر إشمام هؤلاء ، وعدم إشمام أولئك ، وأمثلته .
وقال : ولو أراد كل فريق من هؤلاء : أن يزول عن لغته ، وما جرى عليه اعتياده طفلاً ؛ ويافعاً ، وكهلاً ، لاشتد ذلك عليه ، وعظمت المحنة فيه ، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة ، وتذليل للسان إلخ ) ) [3] .