وردت في كتب الشيعة . وقسم منها ورد من طرقهم أيضاً . والقسم الآخر ، قد أوردوه في كتبهم ، وإن لم يكن من طرقهم ، بل من طرق الآخرين ! ! .
موقف الشيعة والسنّة من روايات التحريف :
ولكن الحقيقة هي : أن كلاً من علماء الشيعة ، وعلماء السنّة ، قد وقفوا - عموماً من روايات التحريف ، موقفاً سلبياً ، ورفضوا القول بمضمونها ، وفنَّدوه بما لا مزيد عليه . .
ورأوا في هذه الأخبار : أنها أخبار آحاد ، لا يمكن الاعتماد عليها في أمر يمس العقيدة ، التي لا بد فيها من الأدلة القاطعة ، والبراهين الساطعة ، ولا تكفي فيها الظنون ، ولا أخبار الآحاد . .
هذا . . بالإضافة إلى وجوه ضعف أخرى ، تعاني منها هذه الأخبار ، سواء من حيث دلالاتها ، أو من حيث ظروف صدورها ، أو من حيث مرامي وأهداف ، وتوجهات من صدرت عنهم ، كما سيتضح ذلك ، ولو جزئياً ، في ثنايا هذا البحث ، إن شاء الله تعالى .
الرواية لا تعني الاعتقاد بمضمونها :
وإن من الواضح : أن مجرد الرواية لحديث ، لا يعني : أن الراوي يعتقد بمضمون ما يرويه ؛ فمن أودع في كتابه بعض الأخبار ، التي قد يقال بدلالتها على التحريف . . لا يصح نسبة القول بالتحريف إليه . .
وإلا . . لكان البخاري ، ومسلم ، وأصحاب الصحاح ، والمجاميع الحديثية ، وسائر أئمة الحديث ، وجلة الفقهاء ، والعلماء عند أهل السنّة ، وحتى عند غيرهم . . - لكانوا - قائلين بالتحريف ؛ لأنهم جميعاً ، قد رووا أخباره في كتبهم ، وصحاحهم ! !