أن الأحرف الستة قد نسخت ؛ وذلك لأن الأمة قد اجتمعت على الحرف الواحد ، الذي جمعها عليه عثمان ، وهي معصومة من الضلالة - على حد تعبيرهم . .
وبتعبير آخر : إنها قد نسخت بفعل عثمان ، وزوال العذر ، وتيسر الحفظ ، وفشوّ الضبط ، وتعلم القراءة والكتابة .
وكيف يوافق الصحابة على تضييع حروف أنزلها الله سبحانه ؟
وأطاعت الأمة إمامها عثمان في ذلك ، وهو الشفيق الناصح ؛ نظراً منها لنفسها ، ولسائر أهل دينها . وقطع عثمان بذلك دابر الفتنة ، وحسم مادة الخلاف ، وحصّن القرآن من أن يتطرق إليه شئ ، من الزيادة ، والتحريف [1] .
فإن هذا أيضاً كلام لا يصح ؛ إذ لا ناسخ لشريعة الله سبحانه ، إلا من قبل نبي الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نفسه .
وهل يمكن أن يدرك عثمان : أن الأحرف السبعة توجب الفتنة ، والخلاف ، وتطرق الزيادة والتحريف إلى القرآن ، ولا يدرك ذلك الله سبحانه ، ورسوله الأكرم ( ص ) ؟ ! . .
وكيف شرع الله ورسوله ، ما يوجب ذلك ؟ ! تعالى الله عن ذلك ، وحاشا رسوله الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم .