وكيف يوافق الصحابة على تضييع حروف أنزلها الله سبحانه ؟ ! وهل لهم صلاحيات كهذه ؟ ! مع أنها لم تنسخ ولم ترفع ؟ ! .
وأما سكوت الصحابة عن فعل عثمان ، وموافقتهم عليه ، وتأييد علي أمير المؤمنين عليه السلام ، في جمعه الناس على مصحف واحد ؛ فهو إن دل على شئ ؛ فإنما يدل على عدم صحة سائر القراءات وعدم الرخصة فيها من الأساس ، وبالتالي عدم صحة حديث نزول القرآن على سبعة أحرف ، لدى الصحابة على الأقل . .
وأخيراً . . فإن ما سيأتي مما يرتبط بأسباب اختلاف القراءات ، والتغيير والتبديل في الآيات ، يكفي لوضع علامة استفهام كبيرة حول حديث نزول القرآن على سبعة أحرف . .
كما أن ما روي عن الشيعة في القراءة والقراءات ، لا مجال لقبول ظاهره ، إذ يكفي أن نذكر - بالإضافة إلى ما تقدم وما سيأتي - : أن رجلاً قرأ عند الإمام الصادق ( ع ) حروفاً من القرآن ، ليس على ما يقرؤه الناس ؛ فقال عليه السلام : مه ، مه ، كف عن هذه القراءة ، واقرأ كما يقرأ الناس [1] وثمة نصوص أخرى ستأتي إن شاء الله تعالى ، حين التعرض لذلك .
ومهما يكن من أمر ؛ فإننا نستعرض هنا ما نراه يصلح سبباً لكثير من الاختلافات في الآيات استناداً إلى الروايات التي شحنت بها المؤلفات ، والمجاميع الحديثية . .
فإلى ما يلي من فصول . .