لكن يبقى علينا أن نعرف : هل إنه نزل مفرقاً بصورة عشوائية ، ثم جمع ما نزل بصورة عشوائية أيضاً ، دخلت هذه الآية ، أو الآيات المدينة في تلك السورة المكية ، وبالعكس ؟ ! أي أنه دخل المتقدم في المتأخر ، والمتأخر في المتقدم . . قليله وكثيره إلخ . .
أم أنه نزل تدريجاً على شكل سور ، بأن نزلت كل سورة على حدة ؟ . .
أو أنه نزل تدريجاً ، ودوّن تدريجاً كذلك ؟ !
أم ماذا ؟
الجواب : إن الذي نراه : هو أن معظم القرآن قد نزل سورة سورة ، حتى بعض السور الطوال أيضاً ، كسورة الأنعام والمائدة ، والتوبة ، مثلاً . .
نعم . . سورة البقرة ، وربما غيرها من السور الطوال ، قد نزلت تدريجاً . . بمعنى أنه ابتدأ نزولها ، فنزل منها قسم في يوم ، ثم لحقه قسم آخر في يوم آخر ، وهكذا إلى أن نزلت بسم الله الرحمن الرحيم ، فعلم انتهاء السورة السابقة ، وابتداء سورة جديدة ، حسبما صرحت به بعض الروايات ، الواردة عن عثمان ، وعن ابن عباس ، وسعيد بن جبير [1] .