بداية :
وتبقى هنا بعض الأسئلة ، التي يحسن بنا التعرض لها ، وإن لم تكن من صلب موضوعنا ، ولكن مما لا شك فيه : أنها لا بد وأن تدور بخلد القارئ ، ويتطلب لها الإجابة . .
ولا نريد هنا استقصاء الكلام فيها ، وإنما ما نتوخاه هو مجرد إثارتها ، والتلويح بالأجوبة ، التي تحتاج إلى المزيد من الحث ، والتوسع ، والتتبع . فإن ما لا يدرك كله ، لا يترك كله . . فإلى ما يلي من صفحات .
نزول القرآن نجوما ، سورة سورة :
قال تعالى : ( ( وقرآناً فرقناه ؛ لتقرأه على الناس على مكث ، ونزلناه تنزيلا ) ) [1] .
فهذه الآية قد دلت : على أن القرآن قد نزل مفرقاً ، وأن رسول الله ( ص ) قد قرأه على الناس ، في مدة زمان متطاولة . .
نعم . . وهذا هو الثابت تاريخياً أيضاً ؛ فإنه كان ينزل عليه الشئ بعد الشئ ، كلما لزم الأمر ، واقتضته المناسبة .