يستفيدون من الحكم ، أو يلتقون معه فكرياً وسياسياً ، وحاولوا تأويل ، أو حتى إن أمكن إبعاد كل ما من شأنه أن يسئ إلى ذلك ، أو يوجب الريب فيه . . بالإضافة إلى وضع ما يوجب الريب والطعن في مصاحف كبراء الصحابة ، وعظمائهم .
وهكذا . . كان ! ! .
ولو أننا تغاضينا عن ذلك ؛ فقد نجد في بعض الشواهد ، ما يؤيد أن يكون المقصود ، بالجمع في عهد الخلفاء ، هو جمع الناس على مصحف ، ليس فيه شئ من التفسير ، أو التأويل ، أو بيان موارد النزول ، ومناسباته ، مما يمكن أن يتضمن بعض ما يضر بمصلحة الهيئة الحاكمة ، أو لا يتلاءم مع بعض توجهاتها .
قال الزركشي عن عثمان : ( ( . . وأخذهم بمصحف ، لا تقديم فيه ، ولا تأخير ، ولا تأويل أثبت مع تنزيل ، ومنسوخ تلاوته ، كتب مع مثبتٍ رسمه ، ومفروض قراءته وحفظه ، خشية من دخول الفساد والشبهة ، على من يأتي بعد ) ) [1] .
وعن عامر الشعبي ، قال : ( ( كتب رجل مصحفا ، وكتب عند كل آية تفسيرها ؛ فدعا به عمر ؛ فقرضه بالمقراضين ) ) [2] .
وكتابة أمير المؤمنين للتأويل ، والتنزيل وغير ذلك في مصحفه ، معروفة ومشهورة ، وسيأتي : أنهم ردّوا مصحفه ؛ لأنهم رأوا فيه بعض ما يسوؤهم ، - فانتظر .
الخط السياسي لزيد بن ثابت :
وأما عن السبب في الاهتمام بالتأكيد على دور زيد ، في جمع القرآن