وإن كنا نجد في رواية أخرى : أنهم كتبوه في مصاحف في خلافة أبي بكر [1] .
ورواية ثالثة تقول : إن أبا بكر وعمر ، قد توفيا ، ولم يجمعا القرآن . .
ورابعة تقول : إن زيداً كتبه في العسب ، واللخاف إلخ ، ثم كتبه عمر في صحيفة واحدة ، إلى آخر ما تقدم . .
ويقول ابن شهاب : إن أبا بكر ( ( كان جمع القرآن في قراطيس ) ) وقد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك ؛ فأبى ، فاستعان عليه بعمر ؛ ففعل ) ) [2] .
وذلك يؤكد ما قلناه ، من أن أبا بكر أراد أن يكمل نسخته ، فأكملها له زيد مما عنده ، وعند غيره : مكتوباً ، أو محفوظاً ، ولم يستعن بمن عندهم نسخة كاملة لأجل تلك المنافسة التي ذكرناها .
السياسة الذكية :
ثم جاء الأنصار ، والمحبون ، وأصحاب الأهواء ؛ فعملوا على استغلال ذلك سياسياً ، والاستفادة منه إعلامياً . . الأمر الذي تطلّب منهم القيام بعملية التعتيم على روايات جمع القرآن في عهده ( ص ) ، وعلى روايات الأمر بالقراءة نظراً ، وعلى الروايات التي صرحت بوجود المصاحف عند الصحابة في ذلك الوقت ، وقبل وفاته ( ص ) ، ثم على كل ما يدخل في سياق يخالف ما يرمون إليه . .
ثم جاءت دعوى : أن جمع القرآن إنما تم - أساساً - على يد الخليفة الأول بعد رسول الله ( ص ) . أو الذي بعده ، وروج لهذه الدعوى كل أولئك الذين