كتاب يكتبون القرآن ، ويؤلفونه من الرقاع ، أو يملي على بعضهم قرآناً ، مع بيان تفسيره ، وتأويله ، وناسخه ، ومنسوخه ، كما هو الحال بالنسبة لعلي عليه السلام .
ولكن لم يكن لدى أبي بكر مصحف تام على ما يظهر - كما صرح به ابن سيرين فيما سبق - ، فطلب من زيد إعداد نسخة تامة من المصحف له .
ويظهر : أن زيداً نفسه أيضاً لم يكن يملك حتى ذاك الوقت مصحفاً تاماً ولأجل ذلك لم تعدّه بعض الروايات المتقدمة في جملة من جمع القرآن ، في عهد رسول الله ( ص ) ، كرواية محمّد بن كعب القرظي ، وغيرها .
ومن جهة أخرى فلعل المنافسة المستترة أيضاً ، قد منعت زيداً من أن يعتمد على المصاحف التامة ، التي كانت لدى بعض الصحابة الآخرين ، : كأبي ، وابن مسعود ، وعلي ، ومعاذ ، وغير هؤلاء ممن تقدم : أمر النبيّ ( ص ) الناس بأخذ القرآن عنهم ، وكانت لديهم مصاحف ، بعضها أملاها رسول الله ( ص ) مباشرة .
فكان أن اعتمد زيد على ما عند أبي بكر ، ثم على ما عنده ، وعند الآخرين ، من المصاحف ، التي لم تكن تامة ، كما اعتمد على حفظه ، وحفظ غيره ، وما أكنّته صدور الرجال ، من أجل تكميله ؛ فكتب لأبي بكر مصحفاً شخصياً ، وخاصاً به ، ( كان على شكل صحف ، بقيت عند أبي بكر ، ثم عمر ، ثم حفصة ) [1] ولم يستنسخ منه نسخة واحدة ؛ لترسل إلى مكة ، ولا إلى غيرها ، لا في زمن أبي بكر ، ولا في زمن عمر ، ولا في شطر من عهد عثمان [2] .