حرّم عليهم وزهداً فيما احلّ لهم ولكنّه خلق الخلق وعلم تعالى ما يقوم به أبدانهم وما يصلحهم فاحلّه لهم و اباحه تفضّلاً منه عليهم لمصلحتهم وعلم ما يضرّهم فنها هم عنه وحرّمه عليهم ، ثمّ اباحه للمضطر و اباحه له في الوقت الّذي لا يقوم بدنه إلّا به و أمره ان ينال منه بقدر البلغة لاغير ذلك .
ثمّ قال امّا الميتة فأنّه لا يدمنها أحد الّا ضعف بدنه ونحل جسمه وذهبت قوّته وانقطع نسله ولا يموت آكل الميتة الا فجاءة .
وامّا الدّم فأنّه يورث اكله الماء الأصفر و يبخر الفمّ و ينتن الرائحة و يسيء الخلق و يورث الكلب و القسوة في القلب وقلّة الرأفة و الرّحمة حتى لا يؤمن ان يقتل ولده ووالديه ولا يؤمن على حميمه ولا يؤمن على من يصحبه .
وامّا لحم الخنزير فإنّ اللَّه تعالى مسخ قوماً في صورة شتّى شبه الخنزير و القردة و الدّب وما كان من المسوخ نهي عن أكله للمثلة لكيلا ينتفع النّاس بها ولايستخفّ النّاس بعقوبتها .
وامّا الخمر فأنّه حرّمها لفعلها وافسادها وقال مدمن الخمر كعابد وثن يورثه الارتعاش وتذهب بنوره وتهدم مروّته وتحمله على