الشارع ، ولذا ان تأمّل من على الفطرة السليمة في الاحكام الشّرعيّة وتتبّع من كان متّصفاً بجودة التعقّل و الفهم في المسائل الفرعيّة يجد أنّ جميعها مقتضى العقل نقل ان فاضلاً من أرباب العقول الّذي صرف عمره جميعاً في العلوم العقليّة ولم يحصّل شيئاً من العلوم النقليّة ولم تقرع على سمعه مسألة من المسائل الفقهيّة - وسمعت انّه الفاضل الخفري - دخل في بلد وشرع فيه بالافتاء من غير رجوع إلى الكتب الفقهيّة بل بمجرّد العقل حتى مضى من ذلك مدّة طويلة فدخل فيها فقيه فاضل - وسمعت أورايت في موضع انّه المحقّق الثاني رحمه اللَّه - فزجره عن ذلك وامر بجمع فتاويه حتى يرى كيف فعل فلمّا جمع فتاويه فرأى الشيخ المحقّق ) قدّس سرّه ( انّ كلامه في جميع المسائل المذكورة موافق لما هو مفتي به الّا مسائل نادرة قليلة وهذا النقل مؤيّد لما قلنا .
الثاني انّ هذا القول مخالف لما يفهم من اطلاقات الآيات و الاخبار كما تقدّم .
و يمكن الجواب عن ذلك بوجوه :
الاوّل تخصيصها بالمواضع الّتي لم يحكم العقل فيها بالحكم الجزمي ولايتمكّن من ادراكه لما ذكرنا من الادلّة .