و يرد على هذا المذهب أمور :
منها : الاغراء للمكلّف على القبيح المذموم كما تقدّم .
ومنها : انّ العقل من الادلّة الشرعيّة ايضاً وعلى هذا المذهب يلزم خلعه بالمرّة في الاحكام الشرعيّة ، لانّ الأمور التي لم يرد بها نصّ لا يمكن للعقل اثبات الوجوب و الحرمة لها ، و الّتي ورد بها نصّ لا يحتاج إلى العقل .
ومنها : انّه ورد انّ العقل و الشرع متلازمان لا يمكن انفكاك أحدهما عن الاخر فإنّ العقل الشرع الباطن ، كما انّ الشرع العقل الظاهر ، وقد ورد عن سيّد المتّقين واميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه وعلى أولاده الطّاهرين :
« رايت العقل عقلين : مطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع كما لا ينفع الشمس وضوء العين ممنوع » .
ومنها : انّه لا شبهة في انّ ما هو مقتضى العقل الصّحيح صحيح وخلافه مذموم قبيح فكيف يمكن ان يتحقّق في موضع ما هو مقتضى العقل الصّحيح و أثبت الشارع الّذي هو اعقل العقلاء خلافه ؟ نعم ان ظنّ في موضع هذا في باديء النظر يحكم جزماً بأنّ هذا العقل ليس بصحيح ، لا اّن الشارع قال خلافه .