وامكان ادراك العقل الوجوب و الحرمة العقليّين مبنى على ما هو التحقيق عندنا من كون الحسن و القبح عقليّين - وتحقيق القول فيه يليق بموضع - آخر فيمكنه ان يحكم بانّ بعض الأفعال واجب في الواقع بالمعنى المذكور كوجوب قضاء الدين وردّ الوديعة وبعضها حرام كازهاق النّفس ظلماً ، بل يمكنه ادراك المستحبّ العقلي ايضاً كاستحباب الاحسان وقد ذكر ذلك جمع من علمائنا منهم المحقّق في « المعتبر » و الشهيد في « الذكرى » مع انّ الظاهر انّه بديهيّ لا يحتاج إلى التأمّل ولكن قالوا : لا يمكن اثبات الوجوب و الحرمة الشرعيّين بالعقل وستعرف إن شاء اللَّه ما هو الحقّ في المسألة .
انّهم استدلّوا على مطلبهم بما عرفت من الآيات و الاخبار و الادلّة الأُخر وبصحيحة زرارة عن أبي جعفر ) عليه السّلام ( قال : بني الاسلام على خمسة أشياء - إلى أن قال - اما لو انّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي اللَّه فيواليه و يكون جميع اعماله بدلالته إليه ما كان له على اللَّه حقّ في ثوابه ولا كان من أهل الايمان - الحديث -