وبأنّه يبعد كون احكام اللَّه بمجرّد العقول مع تباينها وشدّة اختلافها ولذا ترى لم يوافق العقلان في مسألة من المسائل العقليّه .
ولما ذكره أصحابنا و المعتزلة من انّ التكليف فيما يستقل به العقل لطف و العقاب بدون اللطف قبيح على اللَّه فقبل البيان لا يكون من اللَّه عذاب وعقاب .
ولأنّ العقل لو كان مستقلاً في ادراك الوجوب و الحرمة الشرعييّن لم يكن لطلب الشارع ونهيه فائدة اصلاً ، مع انّا نعلم قطعاً انّ لكلّ من الطّلب و النّهي فائدة لم يكن قبل ورودهما .
قال حجّة الفرقة المحقّة نصير الملّة والدّين الطوسي قدّس اللَّه نفسه الزكيّة في بعض كتبه : انّ القبيح العقلي ما ينفر الحكيم عنه و ينسب فاعله إلى السّفه .
وقال بعض المتأخرين من أصحابنا :
لا يقال قوله ) عليه السّلام ( : كلّ شيء مطلق حتّى يرد فيه نهي يبطل الحسن و القبح الذاتيين لانّا نقول هاهنا مسألتان :
الأولى الحسن و القبح الذاتيان و الأخرى الوجوب و الحرمة الذاتيان