responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 552


تصنع فإنا نستجهلكم فيما أنتم عليه من الكفر ، فأنتم أولى بالاستجهال منا . سمى سخريتهم استجهالا لأن السخرية في مثل هذا المقام من باب السفه والجهل لأنها تعرض لسخط الله تعالى وعذابه ، وهو من إطلاق اسم المسبب على السبب وفى التنزيل ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) والثاني قصاص وليس بعدوان وكذلك جزاء سيئة سيئة مثلها . وقد استشهد بالبيت المذكور أيضا في سورة الفرقان عند قوله تعالى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) تسلما منكم لا نجاملكم ومتاركة لا خير بيننا ولا شر : أي نتسلم منكم تسلما ، فأوقع السلام مقام التسلم .
وقيل قالوا سدادا من القول يسلمون فيه من الإيذاء والإثم ، والمراد بالجهل السفه وقلة الأدب ، ومنه قوله :
* ألا لا يجهلن أحد علينا * ( فما سمعت بأنني قط أرسلها * ولم تزل أنبياء الله ذكرانا ) هو لقيس بن عاصم وبعده :
فلعنة الله والأقوام كلهم * على سجاح ومن بالإفك أغرانا وفى رواية عوض المصراع الأول : * أضحت نبيتنا أثنى نساء بها * في سورة يوسف عند قوله تعالى ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا ) رد لقولهم ( لو شاء الله لأنزل ملائكة ) وعن ابن عباس : يريد ليست فيهم امرأة ، وقيل في سجاح المتنبئة : * ولم تزل أنبياء الله ذكرانا * وقصتها مع مسيلمة مشهورة ، وقد تقدمت عند قوله :
أمت سجاح ووافاها مسيلمة * كذابة من بنى الدنيا وكذاب ومن أحسن ما قيل في تشبيه من يخلف الوعد بمسيلمة قول بعضهم :
ووعدتني وعدا حسبتك صادقا * فبقيت من طمعي أجئ وأذهب فإذا جلست أنا وأنت بمجلس * قالوا مسيلمة وهذا أشعب ( فقلت له لما تكشر ضاحكا * وقائم سيفي من يدي بمكان تعال فإن عاهدتني لا تخونني * نكن مثل من يا ذئب يصطحبان ) في سورة الرعد عند قوله تعالى ( سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) فإن سارب إما معطوف على من هو مستخف أو على مستخف وحده ، إلا أن من في معنى الاثنين كقوله :
* نكن مثل من يا ذئب يصطحبان * كأنه قيل : سواء منكم اثنان مستخف بالليل وسارب بالنهار ، والموصول محذوف وصلته باقية : أي ومن هو مستخف بالليل ومن هو سارب بالنهار ، وحذف الموصول المعطوف مع بقاء صلته سائغ ، ومنه قوله تعالى ( وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم ) لأن الثانية لو عطفت على صلة الأولى لم يكن لدخول حرف النفي معنى ، ومنه قول حسان :
فمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء أي ومن يمدحه وينصره ، وقوله مثل من يشير إلى البيت المذكور ، وتكشر أيدي أنيابه ، ولله در أبى الطيب حيث يقول :

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست