responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 538


هو لأبى الطيب . في سورة يس عند قوله تعالى ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ) أي ولا ينجون من الموت بالغرق إلا لرحمة منا ولتمتيع بالحياة إلى حين أجل يموتون فيه لابد لهم منه بعد النجاة من موت الغرق ، وقد أخذ أبو الطيب ذلك من الآية : أي سلمت من أحد أسبابه إلى أسبابه الأخر .
( زجر أبى عروة السباع إذا * أشفق أن يختلطن بالغنم ) في سورة والصافات عند قوله تعالى ( فإنما هي زجرة واحدة ) والزجرة : الصيحة ، من قولك زجر الراعي الغنم : إذا صاح عليها فريعت لصوته . والبيت للنابعة الجعدي . والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو عروة ، وكنيته المعروفة في الإسلام أبو الفضل ، وكان ممن يضرب به المثل في شدة الصوت ، وهم يزعمون أنه كان يصيح بالسباع فيفتق مرارة السبع في جوفه . يروى أن غارة أتتهم يوم حنين فصاح العباس يا صباحاه ، فأسقطت الحوامل لشدة صوته . وفيه يقول نابغة بنى جعدة : زجر أبى عروة الخ . وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الحجرات عند قوله تعالى ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول ) قال ابن عباس :
لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله والله لا أكلمك إلا السرار أو أخا السرار حتى ألقى الله . وعن عمر رضي الله عنه أنه كان يكلم النبي صلى الله عليه وسلم كأخي السرار لا يسمعه حتى يستفهمه .
( وما بقيت من اللذات إلا * أحاديث الكرام على المدام ) في سورة والصافات عند قوله تعالى ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) والمعنى : يشربون ويتحادثون على الشراب على عادة الشرب وفيه لذتهم ، ولقد أحسن القائل في هذا المعنى حيث قال :
ألا رب يوم قد تقضى بصاحب * يوازن حفظي للقريض بحفظه إذا لم تدر كأس المدامة بيننا * أديرت كؤوس بين لفظي ولفظه ويعجبني في هذا الباب قوله ( هو كثير عزة ) :
ولما أخذنا من منى كل حاجة * ومسح بالأركان من هو ماسح وشدت على بيض المهاري رحالنا * ولم يدرك الغادي الذي هو رائح أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا * وسالت بأعناق المطي الأباطح ومن أحسن الشواهد وإن كان من قياس الغائب على الشاهد قوله :
ما في البلاد أخو وجد نطارحه * حديث نجد ولا خل نجاريه ( هم الفاعلون الخير والآمرونه * إذا ما خشوا من حادث الدهر معظما ) في سورة والصافات عند قوله تعالى ( هل أنتم مطلعون ) على تقدير القراءة بكسر النون : أي مطلعون إياي فوضع المتصل موضع المنفصل كقوله : * هم الفاعلون الخير والآمرونه * ووجه بتوجيهين : أحدهما أضعف من الآخر إثبات نون الجمع مع الضمير المتصل المتصل على نحو الآمرون الخير والفاعلونه ، والبيت أشد موقعا لوجود اللام وإن كان لا اعتداد به . والثاني على إدخال نون الوقاية على اسم الفاعل قياسا على المضارع ، نظيره :
وما أدرى وظني كل ظن * أمسلمني إلى قومي شراحى أراد شراحيل فرخم .

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 538
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست