فشككت بالرمح الطويل إهابه * ليس الكريم على القنا بمحرم فتركته جزر السباع ينشنه * ما بين قلة رأسه والمعصم يا شاة ما قنص لمن حلت له * حرمت على وليتها لم تحرم ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها * قول الفوارس ويك عنتر أقدم فازور من وقع القنا بلبانه * وشكا إلى بعبرة وتحمحم لو كان يدرى ما المحاورة اشتكى * ولكان لو علم الكلام مكلمى وإنما أوردت هذه الأبيات منها وهى طويلة لورود أكثرها في الكشاف وفى كتب النحو ، فلا يحصل في كتابتها ملل ولا تسأم الأسماع من إيرادها في هذا المحل .
( فعلى إثرهم تساقط نفسي * حسرات وذكرهم لي سقام ) في سورة الملائكة عند قوله تعالى ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) على تقدير أن يكون حسرات حالا كأن كلها صارت حسرات لفرط التحسر كقول جرير * حتى ذهبن كلا كلا وصدورا * وقد تقدم ، ومنه قوله : فعلى إثرهم الخ . ويجوز أن يكون قوله حسرات مفعولا له ، يعنى للحسرات وعليهم صلة تذهب كما تقول :
هلك عليه حبا ، ويجوز أن يتعلق بحسرات لأن المصدر لا يتقدم عليه صلته . يقول : إن الأحبة رحلوا ونفسي تتساقط حسرات في إثرهم وذكرهم لي سقام بعدهم .
( أو مذهب جدد على ألواحه * الناطق المبروز والمختوم ) هو للبيد . في سورة الملائكة عند قوله تعالى ( ومن الجبال بيض ) والجدد : الخطط والطرائق . وقوله :
أو مذهب : أي مطلى بماء الذهب أراد لوحا مذهبا ، وجدد طرائق ، قال تعالى ( ومن الجبال جدد بيض ) ويقال جدة الخار : للخطة السوداء على ظهره تخالف لونه والجمع جدد ، قال تعالى ( ومن الجبال جدد بيض وحمر ) أي طرائق تخالف لون الجبل . والجدد : الأرض الصلبة ، وفى المثل : من سلك الجدد أمن العثار . والمبروز : الظاهر .
والمختوم : الدارس . يصف دروس آثار ديار المحبوبة ويشبهه بالكتاب . قال صاحب الصحاح : وكتاب مبروز :
أي منشور على غير قياس . والناطق بقطع الألف وإن كان وصلا وذلك جائز في ابتداء الأنصاف ، لأن التقدير الوقف على النصف من الصدر ، وأنكر أبو حاتم المبروز ، قال لعله المزبور : أي المكتوب ، وقال لبيد أيضا في كلمة أخرى :
كما لاح عنوان مبروزة * يلوح مع الكف عنوانها هذا يدل على أنه لغة والرواة كلهم على هذا فلا معنى لإنكار من أنكره ، وبعد البيت :
دمن تلاعبت الرياح برسمها * حتى تنكر نؤيها المهدوم والنؤى : حفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر والجمع نؤى على فعول : قال :
عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار * بما تحيون من نؤى وأحجار نبئت نعم على الهجران عاتبة * سقيا ورعيا لذاك العاتب الزارى ( ولم أسلم لكي أبقى ولكن * سلمت من الحمام إلى الحمام )