ولا أخذل المولى وإن كان خاذلا * ولا أشتم ابن العم إن كان مفحما ولا زادني عنه غنائي تباعدا * وإن كان ذا نقص من المال معدما نعمة الله فيك لا أسأل * الله إليها نعمى سوى أن تدوما ( فلو أنى فعلت كنت كمن تسأله * وهو قائم أن يقوما ) في سورة البقرة عند قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ) فالأمر لا يخلو من أن يكون متوجها إلى المؤمنين والكافرين جميعا أو إلى كفار مكة خاصة ، فالمؤمنون عابدون ربهم فكيف أمروا بما هم متلبسون به ، وهل هو إلا كقول القائل : فلو أنى الخ . والجواب أن المراد بعبادة المؤمنين ازديادهم منها وثباتهم عليها .
( سائل تميما في الحروب وعامرا * وهل المجرب مثل من لم يعلم غضبت تميم أن نقتل عامرا * يوم النسار فأعتبوا بالصيلم ) هو لبشر بن أبي حازم الأسدي . في سورة التوبة عند قوله تعالى ( فبشرهم بعذاب أليم ) هو من العكس في الكلام الذي يقصد به الاستهزاء الزائد في غيظ المستهزأ به . والنسار : ماء لبنى عامر . والصيلم : الداهية المستأصلة ويسمى بها السيف . المعنى : أن تميما عتبوا بمقاتلة عامر فأعتبناهم : أي أزلنا عتابهم بالسيف والقتل ، فالهمزة للسلب كقولك أشكيته : أي أزلت شكايته وهذا من قبيل * تحية بينهم ضرب وجميع * وقوله :
صبحنا الخزرجية مرهفات * أباد ذوي أرومتها ذووها وقول الآخر :
نقريهموا لهذميات نقد بها * ما كان خاط عليهم كل زراد وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الكهف عند قوله تعالى ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ) وفى سورة مريم عند قوله تعالى ( والباقيات الصالحات خير ) من حيث إنه لا ثواب لهم حتى يجعل ثواب الصالحات خيرا منه ، فهو على ضرب من التهكم ، وفى سورة الروم عند قوله تعالى ( لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون ) والبيت من قصيدة أولها :
لمن الديار غشيتها بالأنعم * تبدو معارفها كلون الأرقم لعبت بها ريح الصبا فتنكرت * إلا بقية نؤيها المتهدم دار لبيضاء العوارض طفلة * مهضومة الكشحين ريا المعصم ومنها : وبنو نمير قد لقينا منهم * خيلا تضب لثاتها للمغنم قل للمثلم وابن هند بعده * إن كنت رائم عزنا فاستقدم تلقى الذي لاقي العدو وتصطبح * كأسا صبابتها كطعم العلقم تحبو الكتيبة حين تفترش القنا * طعنا كإلهاب الحريق المضرم - وهى طويلة .
( قد جاءه الموسى الكلوم فزاد في * أقصى تفرعنه وفرط عرامه ) في سورة البقرة عند قوله تعالى ( وإذ نجيناكم من آل فرعون ) قال في الكشاف : وفرعون علم لمن ملك العمالقة