responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 492


لأنه لو كان للإثبات لم يكن بد من اللام والنون معا عند البصريين أو إحداهما عند الكوفيين ، تقول : والله أحبك ، تريد والله لا أحبك وهو من التورية ، فإن كثيرا من الناس يتبادر ذهنه إلى إثبات المحبة ، والأوصال جمع وصل بكسر الواو وهو المفصل ، والبيت لامرئ القيس من قصيدته اللامية المشهورة التي مطلعها :
* ألا عم صباحا أيها الطلل البالي * وقد تقدم عدة من أبياتها .
( فرع نبع يهش في غصن المجد * غزير الندى شديد المحال ) في سورة الرعد عند قوله تعالى ( وهو شديد المحال ) أي المماحلة : وهى شدة المماكرة والمكايدة ، ومنه تمحل لكذا : إذا تكلف استعمال الحيلة واجتهد فيه . والفرع من كل شئ : أعلاه . والنبع : شجر يتخذ منه القسي .
والهش من كل شئ : ما فيه رخاوة ، وهش إليه هشا : أي ضحك إليه . غزير الندى : أي كثير العطاء . وشديد المحال : أي شديد الكيد . أي هذا الممدوح في الصلابة فرع له نضارة في غصن المجد كثير الندى شديد العقوبة على الأعداء ، جعله فرع نبع تنبيها على أنه مع صلابة عوده سيد قومه وأعلاهم نسبا وحسبا . وقوله في غصن المجد :
أي هو فرع النبع من بين أغصان المجد كما تقول : هو عالم في تميم وسيد في قومه ، وهذا أبلغ من جعله داخلا في عدادها كقوله تعالى ( في أصحاب الجنة ) .
( وإذا رميت به الفجاج رأيته * يهوى مخارمها هوى الأجدل ) هو من أبيات الحماسة . في سورة إبراهيم عند قوله تعالى ( فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ) تسرع إليهم وتطير نحوهم شوقا ونزاعا ، من قوله يهوى مخارمها الخ ، وتعديته بإلى لتضمنه معنى الشوق والنزاع ، والبيت لتأبط شرا : أي إذا رميت به الفجاج رأيته يصعد مسرعا أنوف الجبال . والمخارم جمع المخرم : وهو منقطع أنف الجبل .
والهوى بضم الهاء : هو القصد إلى الأعلى . يصف رجلا بالتشمير والشهامة ، ويقول : إذا رميت به إلى وعور الجبال رأيته يسرع إليها ويطير نحوها شوقا ونزاعا كما يطير الأجدل وهو الصقر .
( وإن تعتذر بالمحل عن ذي ضروعها * إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلى ) في سورة الحجر عند قوله تعالى ( لأزينن لهم في الأرض ) حيث أراد لأجعلن مكان التزيين عندهم الأرض ولأوقعن تزييني فيها : أي لأزيننها في أعينهم ولأحدثنهم بأن الزينة في الدنيا وحدها حتى يستحبوها على الآخرة ويطمئنوا إليها دونها ، ونحوه ، يجرح في عراقيبها نصلى . الضمير في تعتذر يعود إلى الناقة . والمحل : الجدب وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ ، والباء للسببية لا للظرف . وقوله من ذي ضروعها : يريد اللبن الذي يكون في الضرع ، ويجرح جواب الشرط وفاعله نصلى . والنصل ههنا : السهم ، وإيثار ذي ضروعها على اللبن دلالة على أن اعتذارها إنما يكون عند الجفاف الكلى ، وهو كناية في أسلوب : جبان الكلب ، مهزول الفصيل ، كثير الرماد ، ومن ذلك قول الأعشى .
وإياك والميتات لا تقربنها * ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا والعراقيب جمع عرقوب : وهو العصب الغليظ الموتر فوق عقب الإنسان ، وعرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها . ومعنى البيت : إذا اعتذرت الناقة إلى الضيف من قلة لبنها لسبب المحل بجرح نصلى في عراقيبها : أي أفصدها للضيف . وكان من عادة عرب البادية في الجاهلية إذا نزل بهم ضيف ولم يجدوا طعاما ولا لبنا في رحلهم أن

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست