responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 491


بمحالهم ويقول : أنعى فلانا ، يريدون تشهير أمره وتعظيم الفجع به . يقول الشاعر : إذا مت فسيروا نعيي في القبائل والعشائر ، كما قال طرفة بن العبد :
إذا مت فأنعيني بما أنا أهله * وشقى على الجيب يا ابنة معبد ( هممت ولم أفعل وكدت وليتني * تركت على عثمان تبكى حلائله ) في سورة يوسف عند قوله تعالى ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) هم بالأمر : إذا قصده وعزم عليه ، قال : هممت ولم أفعل الخ . ومنه قولك : لا أفعل ذلك ولا كيدا ولا هما : أي ولا أكاد أن أفعله كيدا ولا أهم هما ، ومنه الهمام وهو الذي إذا هم بالأمر أمضاه ولم ينكل عنه . قيل إن عمير بن ضابئ البرجمي أتى الحجاج وهو شيخ يرعد فقال : أيها الأمير ، إني من الضعفة وإن لي ابنا هو أقوى منى على الأسفار واحتمال مشاق السهول والأوعار ، وقد خرج اسمى في هذا البعث ، فإن رأى الأمير أن يقبله منى بديلا فعل . فقال الحجاج :
نفعل ، فلما ولى قال قائل له : أيها الأمير هذا عمير الذي يقول * هممت ولم أفعل وكدت وليتني * الخ ، ودخل هذا الشيخ على عثمان وهو مقتول فوطئ بطنه وكسر ضلعا من أضلاعه ، فقال : ردوه فرد فقال : هلا بعثت أيها الشيخ إلى أمير المؤمنين عثمان يوم الدار بديلا ، ؟ إن في قتلك صلاحا ، يا حرسي اضرب عنقه .
أتقتلني وقد شعفت فؤادها * ( كما شعف المهنوءة الرجل الطالي ) في سورة يوسف عند قوله تعالى ( قد شغفها حبا ) وشعف البعير : إذا هنأه فأحرقه بالقطران . قال : كما شعف المهنوءة الخ ، والشغف : غلبة الحب على القلب وهو مأخوذ من الشغاف وهو حجاب القلب ، وقيل جلدة رقيقة يقال لها لسان القلب ، وقيل : سويداء القلب . وعلى ذكر الشعف تذكرت حال كتابة هذا المحل عبارة في مكاتبة وردت على من قطب دائرة الوجود المرحوم سيدي محمد البكري وهى هذه : المحب الذي شغف به القلب وأجله فأحله خلال الشراسيف والضلوع ، بل سواء السويداء والشغاف وهاتيك الربوع إلى آخرها . يقول الشاعر : أتقتلني المحبوبة والحال أنى قد شعفت فؤادها : أي علوت كما يعلو الرجل الطالي المهنوءة إذا هنأها بالقطران ، أو كما ذهب الطالي للإبل بالقطران بقلوبها ، والإبل تخاف من ذلك ثم تستروح إليه .
( فظللنا بنعمة واتكأنا * وشربنا الحلال من قلله ) في سورة يوسف عند قوله تعالى ( وأعتدت لهن متكأ ) أي طعاما من قولك اتكأنا عند فلان : طعمنا على سبيل الكناية ، لأن من دعوته ليطعم عندك اتخذت له تكأة يتكئ عليها كقول جميل : فظللنا بنعمة الخ ، يقال لكل فاعل بالنهار : ظل يفعل كذا . واتكأنا : أخذنا متكأ يتكأ عليه ، وأصله وكألأنه معتل . قال في الصحاح :
وأصل التاء في جميع ذلك واو ولم يذكر مادة تكأ . يقول : اشتغلنا طول النهار بالتنعم وأكل الطعام وشرب الشراب . وأراد بالحلال : النبيذ . والقلل جمع قلة : وهى إناء للعرب كالجرة الكبيرة والجمع قلال ، مثل برمة وبرام ، وربما قيل قلل مثل غرفة وغرف ، وسميت قلة لأن الرجل يقلها : أي يحملها ، وكل شئ حملته فقد أقللته .
( فقلت : يمين الله أبرح قاعدا * ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي ) في سورة يوسف عند قوله تعالى ( تفتؤ تذكر يوسف ) أراد لا تفتؤ بحذف حرف النفي لأنه لا يلتبس بالإثبات ،

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست