responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 374


والقصة بتمامها مذكورة في الروض الأنف مستوفاة .
( يهاب النوم أن يغشى عيونا * تهابك فهو نفار شرود ) في سورة الأنفال عند قوله تعالى ( إذ يغشاكم النعاس أمنة منه ) على تقدير انتصابه على أن الأمنة للنعاس الذي هو فاعل يغشاكم : أي يغشاكم النعاس لأمنه على إسناد الأمن إلى النعاس إسنادا مجازيا وهو لأصحاب النعاس على الحقيقة ، أو على أنه أنامكم في وقت كان من حق النعاس في مثل ذلك الوقت المخوف أن لا يقدم على غشيانكم ، وإنما غشيكم أمنة حاصلة له من الله لولاها لم يغشكم على طريقة التمثيل والتخييل . قال الزمخشري : وقد ألم به من قال * يهاب النوم أن يغشى عيونا * الخ . يقول : يهاب النوم أن يغشى عيون أعاديك ومخالفيك فلا ينامون من خوفك ، ونفار مبالغة من نفرت نفارا وشرود من شرد الشئ عن أصله ، وفرس شرود : أي مستعص :
( يا صاحبي ألا لا حي بالوادي * إلا عبيد وآم بين أذواد أتنظران قليلا ريث غفلتهم * أم تغدوان فإن الريح للغادى ) في سورة الأنفال عند قوله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) والريح : الدولة ، شبهت في نفوذ أمرها وتمشيه بالريح وهبوبها فقيل : هبت رياح فلان إذا دالت له الدولة ونفذ أمره ، ومنه قوله : أتنظران قليلا الخ . وقوله : أم تغدوان : أي تسرعان ، فإن الدولة لمن يسرع ويغتنم الفرصة ، أو لمن يغدر ويظلم ولا يبالي ، وقيل لم يكن قط نصر إلا بريح يبعثها الله تعالى . وآم جمع إماء . وأذواد جمع ذود وهو من الإبل ما بين ثلاثة إلى عشرة . أتنظران من أنظرته إذا أخرته . والبيت لسليك بن السلكة . وقصة ذلك أن سليكا مع صاحبين له أتوا الجوف جوف مراد واد باليمن ، فإذا نعم قد ملأ كل شئ من كثرته ، فهابوا أن يغيروا فيطردوا بعضها فيلحقهم الحي ، فقال سليك : كونوا قريبا حتى آتي الرعاء فأعلم لكما علم الحي أقريب هم أم بعيد ، فإن كانوا قريبا رجعت إليكما ، وإن كانوا بعيدا قلت لكما قولا أغنى به لكما فأغيرا ، فانطلق إلى الرعاء فلم يزل يستبسطهم حتى أخبروه بمكان الحي فإذا هم بعيد إن طلبوا لم يدركوا ، فقال سليك للرعاء : ألا أغنيكم ؟ قالوا : بلى ، فتغنى بأعلى صوته :
* يا صاحبي ألا لا حي بالوادي * البيتين فلما سمعا ذلك أتياه فاطردوا الإبل فذهبوا بها ولم يبلغ الصريخ الحي حتى مضوا بما معهم ( إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا * فحسبك والضحاك سيف مهند ) في سورة الأنفال عند قوله تعالى ( حسبك الله ومن اتبعك ) الواو بمعنى مع وما بعده منصوب ، تقول :
حسبك وزيدا درهم ، ولا تجر ، لأن عطف الظاهر المجرور على المكنى ممتنع كما في قوله : فحسبك والضحاك .
والمعنى : كفاك وكفى تباعك من المؤمنين الله ناصرا . والهيجاء : الحرب . وانشقاق العصا كناية عن وقوع الخلاف . والمهند : السيف المطبق من حديد الهند : يعنى إذا كان يوم الحرب وافترقت العصبة ووقع الخلاف بينهم فحسبك مع الضحاك ومحاربته سيف مهند ، ونصب الضحاك بحسبك لأنه في معنى يكفيك ويكفى الضحاك .
( لا هم إن ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيك الأتلدا إن قريشا أخلفوك الموعدا * ونقضوا ذمامك المؤكدا هم بيتونا في الحطيم هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا فانصر هداك الله نصرا أعتدا * وادع عباد الله يأتوا مددا )

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست