responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 353


في سورة طه عند قوله تعالى ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) نكر الساحر أولا وعرف ثانيا وإنما نكر من أجل تنكير المضاف لا من أجل تنكيره في نفسه كقول العجاج في سعى دنيا الخ ، وفى حديث عمر رضي الله عنه :
إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في أمر دنيا ولا في أمر آخرة . المراد تنكير الأمر كأنه قيل : إنما صنعوا كيد سحري وفى سعى دنيوي وأمر دنيوي وآخري ، يقال جاء يمشى سبهللا إذا جاء وذهب في غير شئ : أي يوم القيامة ترى النفوس ما أعدته أي جعلته عدة .
الحمد لله الذي استقلت * بإذنه السماء واطمأنت بإذنه الأرض وما تعنت * أوحى لها القرار فاستقرت وشدها بالراسيات الثبت * والجاعل الغيث غياث الأمة والجامع الناس ليوم البعثة * بعد الممات وهو محيى الموت يوم ترى النفوس ما أعدت * من نزل إذا الأمور غبت في سعى دنيا طالما تعنت قوله من نزل بيان ما أعدت . وقوله غبت : أي بلغت غبها وآخرها في سعى دنيوي مدة دنياه وأمهلت . وقوله في سعى دنيا ظرف لغبت ، وإنما نكر دنيا لتنكير المضاف لا من أجل تنكيره في نفسه ، كما في الآية ، والمراد تنكير السعي : أي في سعى دنيوي .
( فلو كان الأطبا كان حولي * وكان مع الأطباء الأساة ) قال ابن العيني : لم أقف على قائله . في سورة المؤمنون عند قوله تعالى ( قد أفلح المؤمنون ) قال الزمخشري :
وعن طلحة أفلح بضمة بغير واو اجتزاء عنها كقوله * فلو أن الأطباء كان حولي * أي كانوا ، وقصر الأطباء للضرورة . والأساءة جمع آس كرماة في رام ، وقد اجتزى بضم كانوا الأولى عن الواو ، قيل الأساة هم الأطباء ويحتمل أنه أراد الحذاق من الأطباء ، وأراد بالأطباء مطلق الأطباء حتى يصح قوله :
* وكان مع الأطباء الأساة * لأنه لا يصح إلا بعد ثبوت المغايرة بين الأطباء والأساة ، ويحتمل أن يكون التعريف في الأطباء للجنس ، وفى الأساة للعهد ، أو أراد بالأطباء علماء الطب وبالأساة المعالجين منهم .
( المطعمون الطعام في السنة الأزمة * والفاعلون للزكوات ) في سورة المؤمنون عند قوله تعالى ( والذين هم للزكاة فاعلون ) الزكاة اسم مشترك بين عين ومعنى ، فالعين :
القدر الذي يخرجه المزكى من النصاب إلى الفقير ، والمعنى : فعل المزكى الذي هو التركية ، كما أن الذكاة بمعنى التذكية في قوله صلى الله عليه وسلم " ذكاة الجنين ذكاة أمه " وهو الذي أراده الله تعالى فجعل المزكين فاعلين له ، ولا يسوغ فيه غيره لأنه ما من مصدر إلا يعبر عن معناه بالفعل ويقال لمحدثه فاعل ، تقول الضارب فاعل الضرب والقاتل فاعل القتل والمزكى فاعل الزكاة وعلى هذا الكلام كله ، والتحقيق فيه أنك تقول في جميع الحوادث : من فاعل هذا ؟ فيقال لك : فاعله الله أو بعض الخلق . ولم تمتنع الزكاة الدالة على العين أن يتعلق بها فاعلون بخروجها من صحة أن يتناولها الفاعل ، ولكن لأن الخلق ليسوا بفاعليها ، وقد أنشدوا لأمية بن أبي الصلت : المطعمون الطعام الخ . ويجوز أن يراد بالزكاة العين ويقدر مضاف محذوف وهو الأداء ، وحمل البيت على هذا أصح لأنها فيه

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست