responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 327


في البقرة عند قوله تعالى ( وإذا أظلم عليهم قاموا ) حيث استعمل لازما ومتعديا ، والمتعدى لا يوجد في استعمال من يستشهد بكلامه ولم يثبته الثقات من أئمة اللغة إلا القليل جدا . واعلم أن الشعراء طبقات : الجاهليون كامرئ القيس وزهير ، والمخضرمون : أي الذين أدركوا الجاهلية والإسلام كحسان ولبيد ، والمتقدمون من أهل الإسلام كالفرزدق وجرير ويستشهد بأشعارهم ; ثم المحدثون كالبحتري وأبى تمام ، ولا يستشهد بشعرهم وإنما أسند الإظلام إلى العقل لأنه لا يطيب عيش العاقل ، وإلى الدهر لإنه يعادى كل فاضل ، والأولى أن يراد بالإظلام ما يشق على النفس من تعنيف المؤدب والمرشد وبإجلاء الظلام ما ظهر لهما من ثمرتي الإرشاد والتأديب : أي كلفاني ما أظلم به حالي وتنغص به عيشي ثم أجليا ظلاميهما لأني تهذبت وتأدبت :
( يمشون رسما فوق قنته * ينهون أكل وعن شرب ) في البقرة عند قوله تعالى ( واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ) حيث اتسع فيه فأجرى مجرى المفعول به فحذف الجار ثم حذف الضمير كما حذف من قوله : أو مال أصابوا : أي أراهم قد تغيروا عما كانوا عليه من الوفاء فما الذي غيرهم البعد وطول العهد ؟ كما قيل : طول العهد ينسى ، أم المال والغنى ، فإن المال يطغى ( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) ولأجل ذلك قال أبو الهول في صديق له أيسر فلم يجده كما يحب :
لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة * فأصبحت فيها بعد عسر إلى يسر فقد كشف الإثراء منك خلائقا * من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر والبيت للحرث بن كلدة الثقفي من قصيدة تتضمن ألطف عتاب وأحسنه ، قالها وقد خرج إلى الشأم فكتب إلى بنى عمه يجيبوه ، وهى قوله :
ألا أبلغ معاتبتي وقولي * بنى عمى فقد حسن العتاب وسل هل كان لي ذنب إليهم * همو منه فأعتبهم غضاب كتبت إليهم مرارا * فلم يرجع إلى لها جواب فما أدرى أغيرهم تناء * وطول العهد أم مال أصابوا فمن يك لا يدوم له وصال * وفيه حين يغرب انقلاب فعهدي دائم لهموا وودى * على حال إذا شهدوا وغابوا ولا يخفى على ذي الذوق السليم لطف هذا العتاب والخطاب المستطاب ، ولعمرى إنه حرى بقول الآخر :
وأملى عتابا يستطاب فليتني * أطلت دنوبي كي يطول عتابه

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست