الطريقة الجديدة في تفسير القرآن الكريم إنّ مفسّري القرآن وبالأخصّ القدامى منهم أبلوا بلاء حسنا في تفسير الآيات الشريفة المتعلَّقة بالعقائد والأحكام ، وخصوصا مواضيع التوحيد والشرك والنبوّة والإمامة ونحوها ، والتي تشكّل جوهر الإسلام ، والعنصر الذي اتّفقت عليه الشرائع الإلهيّة ، لكن الملحوظ أنّ منهج القدماء قام على أساس التسلسل السوري في القرآن إذ أخذوا في تفسيرهم سورة بسورة وآية بآية لذلك لم يبحثوا مجموع الآيات الواردة حول موضوع واحد دفعة واحدة إلَّا نادرا ، مما أدّى إلى توزيع الكثير من المضامين والمعاني في الشيء الواحد على مختلف السور والآيات ، فصار الطالب يحتاج إلى المزيد من الجهد والتتّبع حتّى يحصل على الحقيقة كاملة جليّة على الرغم من وجود نقاط قوّة عديدة في هذا النهج .
أمّا طريقة التفسير الجديدة فهي جاءت تكملة لجهود المتقدّمين وإغناء لتجاربهم ودراساتهم لتعطي لنا صورة بالغة الوضوح ومكمّلة لما أعدّه السابقون من المفسّرين ، وهذا التفسير يسمّى « التفسير الموضوعي » و هو يعني بتفسير آيات القرآن الكريم حسب الموضوعات والمفاهيم ، أي حسب التبويب والتقسيم الموضوعي للقرآن الكريم .
وتتلخّص هذه الطريقة في جمع الآيات المتعلَّقة بالموضوع الواحد في مكان واحد ، ثمّ تصنيفها على حسب التسلسل الموضوعي ، ثمّ القيام بعمليّة جمع بين الأصناف لاستنباط نظرة واحدة متكاملة وفكرة جامعة شاملة من مجموع هذه الآيات ، خصوصا أنّ القرآن الكريم * ( تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) * « 1 » كما أنّنا نستفيد فائدة أخرى من هذا الجمع لمجموع الآيات المتعلَّقة بموضوع معيّن بالإضافة إلى فائدة الوقوف على النظرة القرآنيّة المتكاملة ، وهي أنّنا