responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريب القرآن إلى الأذهان نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 49


هذا ولا يخفى عليك أنّ إعجاز القرآن لا ينحصر بألفاظه وظواهره ، بل في رموزه وإشاراته ولطائفه وحقائقه ، ففي كلّ سورة بحار من المعارف ، وتتجلَّى في كل آية منه أنوار من الحقائق والهدايات ، وكيف لا يكون كذلك وقائله عزّ وجلّ لا نهاية لعلمه وكماله ، ولا حد لعظمته وجلاله ، وما حصل من التحديدات إنّما هو من مقتضيات الاستعدادات لطفا بالعباد ، لا أن يكون تحديدا منه .
وربّما يتوصّل من يراجع مختلف أنحاء التفاسير أنّه فسّر كلّ صنف من العلماء القرآن بما هو المأنوس عندهم ، فالفلاسفة والمتكلَّمون فسّروه بمذاهبهم من الآراء الفلسفيّة والكلاميّة ، والعرفاء والصوفيّة على طريقتهم ، والفقهاء فسّروا ما يرتبط بغرضهم في فقه الأحكام والمسائل ، والمحدّثون فسّروه بخصوص ما ورد من السنّة الشريفة من الآيات ، كما أنّ الأدباء فسّروه من زاويتهم الأدبيّة ، وهكذا أهل المعارف والعلوم الإنسانيّة والطبيعيّة .
ومع كلّ ذلك يظهر العجب في أنّه كلَّما كثر في هذا الوحي المبين والنور العظيم من هذه البيانات والتفاسير فهو على كرسي رفعته لا ينقص ، وجماله يزداد على مر العصور تلألؤا وجلالا ، فما نجده من مزايا وخصوصيّات لبعض التفاسير إنّما هي قضيّة نسبيّة تعتمد على ذكاء المفسّر وسعة اطَّلاعه وطول باعه في العلوم المختلفة ، وهذا ما امتاز به الإمام الشيرازي ( قدّس سرّه ) إذ له في كلّ فنّ معرفة ، وله في مختلف مجالات الثقافة والفكر رؤية ومنهج ، ومن هنا كانت له إشراقات وإلماعات ربّما لم يصل إليها قبله مفسّر أو يسبقه إليها ذهن عالم أو أديب ، كما ستجد ذلك جليّا من خلال مطالعتك لهذا السفر القيّم .

نام کتاب : تقريب القرآن إلى الأذهان نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست