responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 99


باقية ، إلى هذا العصر ، فالجواب انه لو كانت شريعته باقية ، لوصل إلينا من طرف أوصيائه ، لمعرفة مصالح الامّة ولم يجتمعوا امّته علي الشرك ، لأنّ امّته متفقون على القول بالتثليث ، والحلول والاتحاد ، كما صرحوا به في الأناجيل ، المجعولة ، المحرفة المشتملة على أنحاء الكفر والشرك والارتداد ولم يبق عندهم شيء مما جاء به المسيح ولو كان لمسيح ، حافظا لدينهم ، لم يجمعوا على الباطل ، ثمّ ان المسيح ، باعتقاد النصارى ، مصلوب مقتول وباعتقادنا انّه رفع إلى السماء ، ولأجل عدم كونه متصرفا ، في الشرعيات وعدم قيامه بمصالح العباد ، بمنزلة النبىّ الميّت ، فلا يكتفى به ، في إتمام الحجّة ، فالعلَّة الباعثة لوجوب الدعوة من الأنبياء ، هي الباعثة ، لوجوب وجود الوصي ، يرشد إلى بقاء تلك الدعوة ، في عصرنا ، فمع القطع بعدم وجود وصىّ ، عن المسيح ، في آخر الزمان نقطع بوجود البعثة النبويّة الحقية الكاملة المحمّدية ، إتماما للحجّة ، وهذه الحجة منحصرة في محمّد وعترته المعصومين عليهم الصلاة والسلام .
وبوجه آخر نقول : كما انّ سائر الصفات ، يستعلم من الأفعال والأقوال والحركات والسكنات ، كذلك الصدق والحق والعصمة وسائر كمالات الأنبياء والأوصياء يستفاد من ملاحظة حالاتهم وسيرتهم وأقوالهم ومن تتبّع وتأمل بعين الإنصاف ، في أوصافهم وشئونهم ، لا يبقى له ريب ولا شبهة ، في حقانيتهم ويستعلم أوصافهم من التسامع والتواتر من اتصافهم بتلك الصفات الملائمة للنبوّة والوصاية ، كما انّ العادل ، يعرف بالمعاشرة التامة فانظر إلى ما ظهر عنه ومنه وبه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من سيرته وأحواله والعلوم الكاملة والحكم الربانية ، التي اندرست من أجلها ، الحكمة التي كانت متداولة بين الحكماء واليونانيّين واتفقت العقلاء ، على هجران كتبهم ، لعدم حاجتهم ، إلى تلك الكتب والحكم ، بعد ظهور القرآن ، في هذه الأمة المرحومة ، كما لا حاجة في الاستصباح بالسراج ، عند طلوع الشمس ، مع وضوح انّه ، ما حضر عند معلَّم ، في مقام التحصيل ، بل كان يتيما ، ما بين قوم ، لا يعرفون شيئا ، من الحكم والآداب ، فهذه الحكمة ، الربانية والتربية الإلهية ، من أعظم المعجزات ، الدالة على صدقه ، وتماميّة هذه الشريعة وناسخيّته ، لجميع الأديان فعلم انّ هذا الأمر ، خارج عن الطبع البشرى والحكم البالغة ، المستفادة من كلماته ، و

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست