أفعاله ، من أعظم الشواهد على نبوّته وحقيّة دينه ، والحاصل : قد ورد كثير من الأمثال ، في الإنجيل ، فقد مثّل سبحانه ، غل الصدر ، في الإنجيل بالنخالة ، قال : لا تكونوا كمنخل ، يخرج منه الدقيق الطيب ، ويمسك النخالة كذلك أنتم ، تخرج الحكمة من أفواهكم وتبقون الغلّ في صدوركم وكذلك مثل سبحانه ، مخاطبة السفهاء ، بإثارة الزنابير ، قال : لا تثيروا الزنابير ، فتلدغكم ، فكذلك لا تخاطبوا السفهاء ، فيشتموكم وقال في الإنجيل : لا تدّخروا ذخائركم حيث السوس والأرضة ، فتفسدها ولا في البرية ، حيث اللصوص ، والسموم ، فيسرقها اللصوص ويحرقها السموم ولكن ادّخروا ذخائركم عند اللَّه .
وجاء في الإنجيل مثل ملكوت السماء ، كمثل رجل ، زرع في قريته حنطة جيدة نقية ، فلمّا نام الناس ، جاء عدوّه ، فزرع الزوان وهو بفتح الزاي وضمها ، حبّ ، مرّ ، يخالط البر ، فقال الزارع لمولاهم : يا سيدنا ، أليس حنطة جيدة ، زرعت في قريتك ، قال بلى ، قالوا : فمن اين هذا الزوان قال غفلتم عن عدوّكم وسامحتموه ، فاخلط في زرعكم فالزارع ، الإنسان والقرية ، العالم والحنطة الطاعة والزوان المعاصي .
أقول لا يجوز لأحد من المسلمين - مطالعة كتاب الإنجيل والتورية ، الَّا إذا كان مقصوده الاحتجاج على النصارى واليهود ، بسبب اثبات حقية القرآن ، خصوصا إذا كان قليل المؤنة في العلم ، فانّ فيها التحريف والأكاذيب المحكيّة ، من لسان المسيح عن قول اللَّه ، فمنها ما في الأناجيل الأربعة ، من الاختلافات في نسب المسيح ، مع انّ الإنجيل المنزل من اللَّه كان منحصرا في واحد :
ومنها ما في الإنجيل ، من انّ المسيح ، صنع خمرا وأعطاها لأمّه مريم ، مرسلا ايّاها والخمر لأهل المجلس .
ومنها ما في الإنجيل ، من انّ الأبن في الأب حلّ ، والأب في الأبن وهذا يستلزم تضاد الحال والمحل ومناف لمراتب التوحيد ، ومنها ما في التوراة من انّ نوحا ، شرب الخمر ، بعد خروجه من السفينة ومنها أيضا في التوراة ، من انّ لوطا ، شرب الخمر وزنا بابنتيه ،